كشف المؤتمر الدولي الأول المنعقد حاليا بكلية الآثار جامعة الفيوم حول " الاتجاهات الحديثة في علم الآثار" عن دراسة علمية جديدة أعدها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان ومدرس الآثار الدكتور أحمد عبد القوي حول وجود أربعة منابر خشبية نادرة في العالم الإسلامي تعكس نقوشهما حالة التسامح بين الاديان في تلك الفترة التاريخية. وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر بأن الدراسة الجديدة قدمت للمؤتمر تحت عنوان " دراسة أثرية فنية مقارنة لأربعة منابر خشبية من العصر الفاطمى " وتتضمن دراسة فنية تحليلية لزخارف وكتابات المنابر الأربعة ، وهي منبر جامع الخليل بفلسطين المنقول من عسقلان في عصر صلاح الدين ، والذى أنشئ فى عهد الخليفة الفاطمي المستنصر عام 484هـ 1086م ، ومنبر جامع الحسن بن زين العابدين بمدينة البهنسا بمحافظة المنيا ، الذى صنع على مثال منبر جامع الوادى المقدس داخل دير سانت كاترين ويعود لنفس التاريخ والذى أنشأهما الأمير أنوشتكين الآمرى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله 500 هـ 1106م. وأضاف ريحان أن المنبر الرابع هو منبر الجامع العمرى بمدينة قوص بمحافظة قنا والذى يعود تاريخه لعام 550هـ 1152م ، وقد أمر بصنعه الصالح طلائع فى عهد الخليفة الفاطمى الفائز. وأشار الى أن الدراسة أكدت أن الزخارف الكتابية والهندسية والنقش الكتابى بالخط الكوفى وطريقة الصناعة تتشابه فى المنابر الأربعة ، وتعكس نقوش المنابر وخاصة منبر جامع الوادى المقدس ومنبر البهنسا حالة التسامح الدينى بين الأديان فى تلك الفترة ويؤكد ذلك كتابات محفورة على كرسى شمعدان بالجامع يلقى الضوء على تجاور الجامع الفاطمى داخل الدير مع كنيسة التجلى فوق البقعة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه عند شجرة العليقة المقدسة. وأوضح أن الدراسة تؤكد ايضا على التجاور والتجانس الحضارى حيث تجاور جامع فاطمى آخر فى نفس عصر الآمر بأحكام الله أعلى قمة جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحرمع كنيسة بناها جستنيان فى القرن السادس الميلادى ، وتجاور جامع ثالث على قمة جبل الطاحونة 886م فوق مستوى سطح البحر بوادى فيران مع كنائس الجبل من القرن الخامس والسادس الميلادى . ونوه الى وجود جامع رابع من نفس العصر بمنطقة رأس راية بطور سيناء ، والتى شهدت أروع صفحات التعايش الحضارى بين الأديان والحضارات تنطق بها آثارها حتى اليوم حيث كشف بها عن دير متكامل العناصر المعمارية بنى فى القرن السادس الميلادى وهو دير الوادى وقلايا كانت مقراً للمتوحدين الأوائل بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى بمنطقة وادى الأعوج ونقوشا صخرية عربية ويونانية إسلامية ومسيحية بجبل الناقوس الذى مر به المقدسين المسيحيين فى طريقهم لدير سسانت كاترين ثم القدس فى رحلتهم المقدسة منذ القرن الرابع الميلادى والحجاج المسلمون فى طريقهم إلى مكة المكرمة. وأكد ريحان أن هذه الدراسة تدحض كل كتابات المؤرخين الأجانب والعرب مثل المؤرخ جالى والكاتب نعوم شقير الذى كتب عن تاريخ سيناء بأن جامع الوادى المقدس داخل دير سانت كاترين بنى تحت التهديد فى عهد الحاكم بأمر الله وتؤكد أن الجامع بنى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله 500هـ 1106م وليس الحاكم بأمر الله نتيجة العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين وليصلى فيه حراس الدير وقاطنى المنطقة من قبيلة الجبالية الذين عهد إليهم الإمبراطور جستنيان بحراسة الدير فى القرن السادس الميلادى ودخلوا فى الإسلام وحتى الآن هم القائمون على حرسة الدير والنشاط السياحى بالمنطقة.