النائب البرلماني سمير غطاس

كشف النائب البرلماني سمير غطاس الذي شغل منصب رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، ومدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية، عن التطورات الأخيرة بين مصر وحركة حماس، وأبدي تقييمات لمسألة إلغاء اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ومستقبل الاتفاقات الجديدة، ليهاجم الحكومة المصرية وإدارتها لملفات المواطنين. وحذر النائب بالبرلمان المصري سمير غطاس من التقارب المصري مع حماس، وقال إنه يتفهم جيدا الأسباب التي دفعت القيادة المصرية إلى تلك الاتفاقات، والتي فسرها بأنها رغبة قوية في الحفاظ على الأمن القومي المصري بعدما تزايدت العمليات الإرهابية الضالع فيها قيادات بارزة بحماس، إلى جانب إدراك مصر واجبها التاريحي ناحية الداخل الفلسطيني والمكاسب التي تأتي من إحداث وئام بين الفصائل الفلسطينية.

وعن أسباب تخوفه من التزام حركة حماس بهذا الاتفاق قال في حديث مع "مصر اليوم" إن حركة حماس منذ أيام أعلنت على لسان كوادرها وجود علاقة استراتيجية مع إيران، كما أن قطر لازالت تحتفظ بدور مؤثر في قطاع غزة، هذا علاوة على أن أحد قيادات الحركة ظهر أسمه "محمد أبودلال" في العملية الإرهابية التي أوقعت 18 شهيدًا مصريًا منذ أيام

وتابع: "كما أن هناك 4 حركات على الأقل داخل تنظيم غزة ممن أعلنوا كامل ولائهم لتنظيم "داعش" الإرهابي، وأن حماس وإن لم تكن الراعية الرسمية لهم على نحو مكشوف، إلا أن تلك الحركات منبثقة عنها وتربت في كنف حركة حماس، وأنه لاتغني بعض المناوشات أحيانا بينهم وبين بعضهم عن أنهم وحدة احدة غير منفصلة على عدة مستويات، فحماس لازالت تؤمن بالمشروع الإسلامي، وتكوين قاعدة للخلافة الأسلامية.

وعن فرص الإتفاق الحالي ونسب نجاحه، أجاب غطاس، أن ذلك يلزمه جلوس الرئيس الفسلطيني محمود عباس والرئيس السيسي عقب عودته من الأمم المتحدة وإملاء شروط على حماس والتدقيق والتشديد على التزامها، مع مراجعة كاملة "للتفاصيل" وهي أهم جزئية في الاتفاقات، لأن حماس لها سجل طويل من عدم الوفاء بالتزامتها، ولنا مثالا في اتفاق مكة 2007، والقاهرة 2009، و2011، والدوحة 2012 واتفاق الشاطئ 2014، وجميعهم أخلت بهم الحركة.

وتابع غطاس أن حركة حماس لازالت حريصة على استنساخ تجربة حزب الله اللبناني في فلسطين، وعن إلغاء حماس اللجنة الإدارية في قطاع غزة، قال غطاس إن تلك اللجنة لم تكن إلا "نبت شيطاني"، وأنها كانت تناقض حكومة الوحدة الوطنية، وكانت جزء من مشروع حماس لإقامة دولة إسلامية نواة لدولة الخلافة وما إلى ذلك من طموحات الجماعات الإسلامية.

وأضاف غطاس أن حركة فتح ثمنت بشكل رسمي التطورات الأخيرة بين مصر وحركة حماس، وأن السلطة الفلسطينية مطالبا أن تبسط قوتها ونفوذها على قطاع غزة، وأن تسحب البساط سياسيا وأمنيا من حركة حماس. وبسؤاله عن الداخل المصري، وأداء الحكومة المصرية، انتقدها غطاس بشدة وقال إنها تلجأ للحلول السهلة والكارثية في الوقت ذاته والتي تقصم ظهر المواطن المصري، وأن القرارات الاقتصادية الأخيرة كانت ضاغطة بصورة كبيرة على المواطنين المصريين، وأنه لاوجود لمبدأ الحساب والعقاب في الحكومة، وأنه ألتقي رئيسها شريف اسماعيل وعرض عليه مستندات تدين الكثير من الفاسدين، وأنه لاقي اهتماما شكليا ولاشئ غير ذلك.

وعن تصريحات متكررة من نواب البرلمان عن قرب إجراء تعديلات وزارية، قال غطاس إن الأهم من تغيير الوجوه التي تتولي الحقائب، هو البحث عن أسباب التقصير في الماضي، وأن نعمد إلى تغيير السياسات والآليات، فلو لم ننتبه إلى الأسباب الحقيقية التي تصيب الدولة بالشلل والترهل في الأداء، فلن يغني حينها 100 تغيير وزاري.

وبخصوص مشهد الانتخابات الرئاسية المصرية العام القادم وإلى أي كفة تميل انحيازات إسلاميين مصر، قال أن الرؤية لم تتضح بعد حول الخريطة الكاملة للمنافسين، وإنما أتوقع أن يلجأ الإخوان المسلمين والتيار السلفي إلى خيار "الامتناع عن التصويت"، وإنه حال ظهر مرشح أمام الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي حوله توافق فربما تتغير ميول وانحيازات الإسلاميين، ولحين حدوث ذلك فإن "المقاطعة" ستكون عنوان الإخوان والسلفيين في الاستحقاقات الرئاسية المصرية المقبلة.