لقاء عبدالفتاح السيسي بعمار الحكيم

أكد رئيس التحالف الوطني الشيعي في البرلمان العراقي، عمار الحكيم، أن مصر لها دور بارز في قيادة دول المنطقة فيما يحقق الاستقرار والأمن، مطالبًا بحوار عميق بين الدول العربية وبعضها البعض بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة ككل.

وقال الحكيم، في حديث خاص لـ"مصر اليوم"، إن مصر تمثل قلعة الاعتدال وأن استهداف التطرف لها استهداف للمنطقة بأسرها، مشيدًا بالمشاعر الأخوية وروح التضامن بين المصريين والعراقيين، ومشيرًا إلى أن هناك مشاعر متبادلة من المصريين إزاء الشعب العراقي والجالية العراقية في مصر.

وبشأن لقائه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لفت الحكيم إلى أنه أكد له أن دور مصر لا يقتصر على المنطقة العربية فقط، بل يمتد للمنطقة والعالم ككل، وإنها تعمل على تعزيز التوازن الإقليمي في المنطقة برمتها، واقترح عليه استضافة مؤتمر إقليمي يجمع القوى المؤثرة وهم السعودية وإيران وتركيا، ما يعمل على تعزيز التفاهم الإقليمي الحقيقي وتخفيف حدة النزاعات والصراعات في المنطقة بالكامل، ووقف الاشتباك السياسي بين الدول وبعضها البعض.

وأوضح الحكيم، أن هناك فرصة حقيقية لتطوير وتعميق العلاقات الاقتصادية بأبعاد إستراتيجية، مبينًا أن أنبوب النفط الذي سيلحقه أنبوب للغاز ستشهد تطورًا مهمًا في مجال الطاقة، مؤكدًا أن دول المرور أصبح لها دورًا هامًا مثل دول الإنتاج، كاشفًا عن سعادته بتنفيذ الإجراءات التفصيلية لتنفيذ الاتفاق النفطي لتزويد مصر بالنفط العراقي، وأن هناك عوائق تمنح تدفق السياحة العراقية لمصر بسبب بعض الإجراءات، منوهًا أن الشركات المصرية لها قدرة تنافسية كبيرة في إعادة إعمار العراق.

وبشأن التعامل مع التطرف في العراق والمنطقة وما تتعرض له مصر، كشف الحكيم، إن التطرف الذي يعصف بالعراق والمنطقة ومصر، يمثل تحديًا مشتركًا وتعاونًا حقيقيًا في هذا الملف الحيوي، مؤكدًا أنه نتيجة وليس سبب، فهو نتيجة للفكر المتطرف، ما يحتم دور الحاضنتين الكبيرتين المعتدلتين الأزهر والنجف، فضلًا عن الإجراءات الأمنية والعسكرية والاستخبارية والمعلوماتية لملاحقته.

وشدد الحكيم، على أن العمليات العسكرية في الموصل جارية لتطهير المدنيين من قبضة "داعش"، مشيرًا إلى أن القوات العراقية تحافظ على حياة المدنيين، لافتًا إلى أن بطء العمليات جاء بسبب التوازنات والحفاظ على حياة المدنيين، وأن اللقاءات المعمقة مع الرئيس السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، عبرت عن رغبة العراق في تأسيس علاقة إستراتيجية مع مصر.

فيما كشف رئيس التحالف الوطني، أن القيادات الإيرانية مستعدة للحوار مع دول الخليج، موضحًا أن العراق يمكنها أن تلعب دورًا في خلق التوافق بينهم، معتبرًا أن استغلال المذهبية لأغراض طائفية سياسية هو المشكلة الأساسية، وأن التسوية الوطنية مشروع لكافة أبناء الشعب العراقي ولن يعود لعملية المواثيق والمبادرات السابقة.

وفيما يخص توجهات العراق بعد محاربة داعش، أبرز الحكيم، أنه لا يمكن أن يكون العودة للانشغال بالصراع بين القوى السياسية هو خيار العراقيين بعد التخلص من "داعش"، حيث يأتي دور مشروع التسوية الوطنية لبناء دولة المواطنة بعيدًا عن الترضيات والخطوات التكتيكية، لكي يشعر كل المواطنين أن الجميع عليه التزامات متكافئة ولهم حقوق متكافئة، مؤكدًا أنها تسوية وطنية شاملة ليست فقط بين السنة والشيعة.