الرئيس الأميركي دونالد ترامب

لا تزال تداعيات قرار الرئيس الأميركي بفرض رسوم على واردات أميركا من الصلب والألومنيوم تثير ردود فعل داخل تركيا، التي شملها القرار، مع تصاعد أصوات تطالب بالمعاملة بالمثل، وفرض رسوم جديدة على واردات تركيا من المنتجات الزراعية والتكنولوجية الأميركية.

وقال نامق إيكنجي، رئيس جمعية المصدّرين الأتراك، في تصريحات، الجمعة، إن الصناعات التركية تشتري نحو 3.8 مليون طن من الصلب الخردة من الولايات المتحدة سنويًا، وتتم إعادة تصنيعها كصلب للبناء؛ وهو الأمر الذي لا يشكل تهديدًا للأمن القومي الأميركي، كما تزعم إدارة الرئيس دونالد ترامب. ومن ثم، فإن القرار الأميركي يمثل تمييزًا سلبيًا ضد تركيا، ولفت إلى أن المسؤولين في وزارة الاقتصاد التركية على تواصل مع نظرائهم الأميركيين بشأن هذه القضية، وقد تفرض تركيا رسومًا جمركية جديدة على المنتجات الزراعية والتكنولوجية التي تستوردها من الولايات المتحدة، كما أضاف: أن تراجع صادرات الصلب التركية إلى الولايات المتحدة قد يدفع تركيا إلى خفض وارداتها من الخردة الأميركية.

كان الرئيس الأميركي وقّع في 8 مارس (آذار)الحالي قرارًا بفرض رسوم جمركية بلغت 25% و10% على واردات الصلب والألومنيوم على التوالي، مع استثناء عدد من البلدان الحليفة للولايات المتحدة.

في السياق ذاته، دعا كاظم أصلان، عضو لجنة الصناعة والتجارة والطاقة في البرلمان التركي من حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، إلى الرد على قرار ترامب من خلال فرض تعريفات على واردات القطن من الولايات المتحدة، وأوضح أن واردات تركيا السنوية من القطن الأميركي بلغت 519 مليون دولار، أي ما يعادل تقريبًا قيمة صادراتها من قضبان الحديد إلى أميركا التي تصل إلى 525 مليون دولار. وطالب بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، وفرض رسوم جمركية على واردات القطن أو فرض رسوم على استيراد مواد الطائرات. وقال: “يمكن استبدال القطن الأميركي بالقطن الهندي أو المصري أو الباكستاني أو من اليونان المجاورة”، مشددًا على أنه يتعين على تركيا وضع خطة بديلة لحماية نفسها.

ورصد موقع “المونيتور” الأميركي تراجع صادرات الصلب التركية إلى الولايات المتحدة بنسبة 60% في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى فبراير (شباط) الماضيين، على الرغم من أن قرار زيادة الرسوم الجمركية الأميركي لم يُطبق إلا في آذار الحالي. وأشار إلى أن المنتجين الأتراك تحولوا بالفعل إلى الأسواق الأوروبية لتعويض هذا الهبوط، حيث ارتفعت صادرات الصلب إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 62% لتصل إلى 1.3 مليون طن في نفس الفترة، كما أضاف أن استمرار ارتفاع أسعار الصلب سيجعل الصناعيين الأميركيين الضحية الأولى لقرار ترامب؛ مما يشكك في الأثر الوقائي لرفع التعريفات الجمركية.

وحقق إنتاج الصلب الخام في تركيا زيادة بنسبة 13.2% في عام 2017 بالمقارنة مع عام 2016، ليرتفع من 33.2 مليون طن إلى 37.5 مليون طن. وبحسب البيانات الصادرة عن رابطة منتجي الصلب في تركيا، فإن استهلاك الصلب المصنوع ارتفع بنسبة 5.8%، ليصل إلى 36.1 مليون طن في نهاية العام الماضي. ويأتي الاتجاه الحمائي لأميركا متزامنًا مع ارتفاع عجز الميزان التجاري للبلاد، الذي قالت هيئة الإحصاء التركية، الجمعة، إنه زاد على أساس سنوي في فبراير بنحو 54.2% ليصل إلى 5.7 مليار دولارـ وبلغ حجم الصادرات التركية خلال فبراير الماضي 13 مليارًا و176 مليون دولار أميركي، محققة نموًا بنسبة 9% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2017، بينما زادت الواردات التركية خلال الفترة ذاتها بنسبة 19.7%، لتصل إلى 18 مليارًا و936 مليون دولار، وعلى أساس شهري، ارتفعت الصادرات بنسبة معدلة تبلغ 2.7% بعد حساب التغيرات الموسمية، في حين تراجعت الواردات بنسبة ملحوظة تبلغ 9.8%.