فتاة تقرأ كتابًا

توصّل بحث جديد إلى أنّ ثُلث المراهقين لم يقرؤوا كتابا في العام الماضي، فمع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعدد أكبر فأكبر من مرحلة المراهقة كان 16 في المائة فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عاما يقرؤون كتابا للمتعة كل يوم، مقارنة بنسبة 60 في المائة في أواخر السبعينات، وفقا إلى دراسة كشفت نتائجها الإثنين، بالإضافة إلى ذلك، فإن اثنين في المائة فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 16 عاما يقرؤون صحيفة يوميا، بانخفاض قدره 31 في المائة مقارنة مع أوائل التسعينات، كما يضيف البحث، وتشير النتائج أيضًا إلى أن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية بين المراهقين زاد من معدل يتراوح بين ساعة وساعتين يوميا بين عامي 2006 و2016.

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور جان توينجي من جامعة سان دييغو: "مقارنة بالأجيال السابقة، يقضى المراهقون منذ 2010 وقتا أكبر عبر الإنترنت ووقتا أقل مع وسائل الإعلام التقليدية، مثل الكتب والمجلات والتلفزيون"، وأضاف: "لقد فوت الوقت المستغرق على الوسائط الرقمية الوقت الذي يقضيه الفرد في الاستمتاع بقراءة كتاب أو مشاهدة التلفزيون".

ويشعر الباحثون بالقلق من أن انخفاض معدلات القراءة بين المراهقين سيؤثر على أدائهم في المدرسة بسبب افتقارهم للتركيز على فهم الكتب المدرسية.

كيف تم إجراء البحث

حلّل الباحثون نتائج دراسة "مراقبة المستقبل"، التي تستطلع ما يقرب من 50000 طالب تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 18 عامًا كل عام، وقاموا بتقييم نتائج الدراسات الاستقصائية التي أجريت بين عامي 1976 و2016، والتي تضمنت نتائج أكثر من مليون مراهق.

ونشرت النتائج في مجلة Psychology of Popular Media Culture.

القراءة انخفضت بشكل مُتهوّر

ارتفع استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية بين عامي 2006 و2016، بنسبة 75 في المائة بين الأطفال في سن الخامسة عشرة إلى خمس ساعات في اليوم الواحد، وزاد الوقت المستغرق على الإنترنت بنسبة 68 في المائة لمن تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عام إلى نحو 4 ساعات كل يوم.

قال الدكتور توينجي: "في منتصف عام 2010، كان معدل طالب بالصف 12 في الولايات المتحدة بما يقرب من ساعتين في اليوم، أكثر بقليل من ساعتين في اليوم على الإنترنت -والتي تضمنت الألعاب- وأقل من ساعتين في اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي، "هذا هو ما مجموعه حوالي ست ساعات في اليوم على ثلاثة أنشطة وسائل إعلام رقمية فقط خلال أوقات فراغهم".

وفوجئ الباحثون من انخفاض معدل القراءة نظرًا لمدى سهولة تحميل الكتب والمجلات على الأجهزة اللوحية, وقال الدكتور توينجي: "لا يوجد هناك من يذهب إلى متجر الكتب يمكنك فقط تحميل إصدار المجلة أو كتاب والبدء في القراءة، ومع ذلك، لا تزال القراءة تتراجع بشكل حاد".

المراهقون يفتقرون إلى التركيز على قراءة الكتب المدرسية

وفي معرض حديثه عن تأثير ذلك على الأداء المدرسي، أضاف الدكتور توينج: "فكر في مدى صعوبة قراءة حتى خمس صفحات من كتاب الكلية المكون من 800 صفحة عندما كنت معتادًا على قضاء معظم وقتك في التبديل بين نشاط رقمي واحد إلى آخر في غضون ثوان".

وقال: "إنه يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الطلاب والكلية في العصر الحالي.. لا يوجد نقص في الذكاء بين الشباب، ولكن لديهم خبرة أقل في التركيز لفترات أطول من الوقت وقراءة نصوص طويلة"، وأضاف أن "القدرة على قراءة النص الطويل هو أمر ضروري لفهم القضايا المعقدة وتطوير مهارات التفكير النقدي".