الدُّكتورة هبة عيسوي

أكَّدت استشاري الطب النفسي، الدكتورة هبة عيسوي في حديث خاص إلى "مصر اليوم"، أن "تعليم الطفل التنظيم له طريقة خاصة"، مضيفة أن "الصراخ في وجه الطفل ليس هو الحل، حتى يتعلم كيفية تنظيم ملابسه وألعابه وجميع أدواته ، فالصراخ يخلق طفلًا مقهورًا ومدمرًا نفسيًّا، فإذا رأيتي طفلك فوضوي، لا يهتم بالتنظيم، لا تعنفيه نهائيًّا".
وتابعت، "ولا تتركيه أيضًا، فعلى الأم ألا تُنظِّم حاجات طفلها بدلًا منه؛ لأنها بذلك تخلق طفلًا متكاسلًا اتكاليًّا، وهذا أيضًا خطأ، ولكن على الأم أن تبدأ في التواصل مع الطفل، لأن التنظيم شيء مفيد له، قبل أن يكون مفيد لها كأم، فلابد أن تتعاون معه بشكل مبدئي في تنظيم احتياجاته، وإن كرر مرة أخرى تلك الفوضى، عليها ألا تنزعج وتتركيه يعيش مع الفوضى، ويتعايش معها".
وأوضحت، أن "الفوضى تصعب الأمور عليه، ولاسيما التي سيواجهها في حياته، وعلى الأقل هناك الكثير من احتياجاته التي سيفقدها وسط تلك الفوضى، وعندها أعطيه درسًا بأن ما فعله نتج عنه أنه فَقَدَ الكثير من احتياجاته".
وأشارت إلى أنه "من المفيد بث روح التعاون لطفلك، فمن الضروري أن تحاول الأم أن تساعده في التنظيم حتى يتعلم بمفرده تنظيم احتياجاته، ومن الممكن أن تعطي له مكافأة نظير هذا، فوقتها سيفرح كثيرًا".
ولفتت إلى أن "الكثير من الأمهات يقعن في خطأ فادح، وهو التفرقة بين الجنسين في هذا الأمر، فتقول الأم للولد أنه لا يمكن أن يُنظِّم هو احتياجاته، أو أن يفعل شيئًا لنفسه لأنه ذكر، أما البنت فتقول لها؛ اخدمي أخوك لأنه ذكر، وهذا الأمر خاطئ جدًّا؛ لأنه يخلق من الولد إنسان اتكالي يريد كل شيء يأتي له دون أن يسعى إليه، لذا يجب ملاحظة هذا الأمر جيدًا، وعدم الوقوع فيه".