آخر قطعة فنية سياسية لفنان التصوير "ار جي"

ظهرت صوره عملاقة لطفل في عامة الأول على الحدود الأميركية / المكسيكية بالقرب من معبر تيكيت جنوب شرق سان دييغو، في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وكانت موضوعة فوق الجدار وهو يبتسم، ويضع أصابعه على القمة، ويبلغ طولها 65 قدمًا، وقد انتشرت بشكل كبير لاحقا، وكانت آخر قطعة فنية سياسية لفنان التصوير والغرافيتي الفرنسي "ار جي"، والذي أصبح فنانا مشهورا ومعروفا بأعماله التي يتم لصقها ووضعها على المباني والجدران او السقالات.

وقد لفت الفنان الشاب الانتباه العالمي إليه في أحداث شغب باريس عام 2005، عندما أصبحت الصورة التي علقها على الجدران في مشاريع إسكان "ليه بوسكيت" سيئة السمعة، لصديقة صانع الأفلام والذي يحمل كاميرا فيديو كمدفع رشاش، خلفية لحرق السيارات وقذف الحجارة.

وفي عام 2007، أنشأ جي ار معرضا غير قانوني على الجدار العازل الذي يفصل إسرائيل عن فلسطين، والذي يقترن بصور ضخمة للناس من كلا الجانبين وهم يقومون بوظائف كالحلاقون وأصحاب المحلات التجارية والزعماء الدينيون، على سبيل المثال، وكانت الصور مضحكة وبارعة، ودافئة واستفزازية أيضا.

ويحتل الأستوديو الفرنسي المريح الخاص بفنان الغرافيتي جي ار (قاعدته الرئيسية في نيويورك في هذه الأيام)، الطابق الأرضي من مبنى لا يوصف على شارع باريسي مزدحم، ويبطن الأستوديو أرضيات خشبية، وبه عدة مساعدين يعملون وراء مكاتب ومجالس الرسم، وبه أيضا مجموعة من الأشياء الغير عادية مثل نموذج لرافعة، تمثال نصفي، معدات سينمائية، دراجة نارية، علما أن البالغ من العمر 34 عاما، والذي لا يزال اسمه الحقيقي غامضا، مشغولًا بالتخطيط لمعرضه المقبل في لندن في معرض" لازينك" الجديد في مايفير، الذي يديره ستيفي لازاريدس وكيل بنكسي السابق.
 
ويظهر على احد المباني عمل من سلسلة أعمال جي ار الرياضية العملاقة والتي ظهرت في جميع أنحاء ريو دي جانيرو لدورة الألعاب الاولمبية عام ، 2016وكان الأكثر شهرة بين تلك هي عمل لشخص رياضي يقفز عاليا على مبنى سكني، الأمر الذي تطلب من الفنان تعزيز خمسة طوابق بكتلة صلبة لبناء السقالات قوية بما فيه الكفاية لحمل العمل.
ويقول جي ار "لقد كنت دائما متكيف مع الهندسة المعمارية، وكنت أحب أن أرى صوري أعلى المباني، ومن ثم أصبحت المباني صغيرة جدا "، يؤكد" أنا لا أتطلع إلى القيام بقطع أكبر من أي وقت مضى، وفي كثير من الأحيان يعرض على الناس، "إعطائي مبنى، أكبر، أطول، عندها، سوف أضطر إلى قضاء شهرين على السقالات لا أتحدث إلى أحد، فقط أقوم بلصق أشيائي، وهذا ممل "، كما يقفز جي ار خلال المحادثة لاسترداد قصاصات مع صور من أعماله القديمة. (لقد كان يوثق مشاريعه تقريبا منذ البداية)، ويقول: "أتذكر حزني عندما كنت في السابعة عشرة وكانوا قد يمحون ملصقات أعمالي في الصباح.
 
ويرتدي جي ار الأسود و لجينز الأزرق، قبعة ونظارات سوداء بدلا من اللباس المعتادة له، فهذا يساعده على البقاء مجهولًا، ويقول الفنان الشاب :"عندما عبرت الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، أزلت اقتنعي، وشرعت في الدردشة عن العمل مع احد حرس الحدود، دون أن اكشف نفسي له"، وأوضح "وقد استغرق بناء الهيكل بضعة أسابيع؛ واللصق بضعة أيام، وجميع من دون إذن رسمي .

ولد جي ار في فرنسا لآباء من تونس وأوروبا الشرقية. ونشأ في شقه في مبنى سكني في ضواحي باريس. ويقول "كان ينام والداي في غرفة المعيشة، وقالوا لي ذات مره يمكنك البقاء خارجا لوقت متأخر كما تريد طالما تذهب إلى المدرسة ولا تسبب المتاعب"، وفي سن المراهقة، قال انه كان يكتب على جدران الحي مع أصدقائه. "عندما تم طردي - من المدرسة الثانوية كان علي أن اذهب إلى أبناء عمتي في باريس التقيت هناك بعض فناني الكتابة على الجدران الحقيقيين. لم أكن خائفا لتسلق أي مبنى، ولكن لم يكن لدي أسلوب لتتناسب مع هؤلاء الرجال.

وعندما وجدت كاميرا في المترو وبدأت المتابعة والتقاط الصور، شعرت وكأنني وجدت نفسي"، وأضاف "كنت محظوظا عندما تعرفت على قائد طاقم بارز من فناني الكتابة على الجدران الذين يعيشون في مكان قريب، على الرغم من أن المجموعة قد أخذت سمعة عنف، فعندما كنت أسافر معهم في وسط باريس، كانوا غالبا ما يدخلون في المعارك، و في النهاية يأتي والداي إلى استلامي من مركز الشرطة. حدث ذلك مرات عديدة، في تلك الأيام، كانت باريس مليئة بالشرطة. ولم يمض وقت طويل قبل أن يلاحظ جي ار أن الكتابة على الجدران هي لغة عازمة، في حين أن التصوير لم يكن كذلك، "أدركت كيفية التواصل مع الناس الذين لن يتوقفوا أبدا عن النظر على الكتابة على الجدران في الشارع".

وقال انه لا يستطيع تحمل سوى الصور بالأبيض والأسود، إذ رأى أن هذا هو ما يفرقة عن الملصقات الإعلانية، لذلك واصل. وقد تجنب جي ار العمل من أجل العلامات التجارية أو الشركات الراعية منذ ذلك الحين، على الرغم من أن التمويل الذاتي عمله يحد ما يمكن القيام به.