الفنانة اليابانية يايوي كوساما

تحتوي أكثر الغرف الملونة في مدينة بريزبان في أستراليا، على منحوتة متقنة ومتواضعة المظهر بين أحدث لوحات الفنانة اليابانية يايوي كوساما، فهي امرأة لم يمنعها تقدمها في السن من إبداع أعمال فنية بالغة الأهمية، وقد أطلق عليها لقب "الفنانة المعمرة" لبلوغها سن "88"، والتي لا تزال واحدة من أبرز الفنانين المبدعين، في البداية يبدو وكأنه معرضا للأحذية التي طبعت بنقاط "البولكا" التي تميز اللوحات، ولكن مع كل لحظة عن قرب، تكتشف بعض الأشياء الغريبة، غير المتوقعة، والتي لا يمكن التنبؤ بها.

وشغلت كوساما معرض بريسبان للفن الحديث لعقود مع هذه الأنواع من الإبداعات الغريبة، ولكن هذه المرة يلقي المعرض نظرة متوازنة وشاملة على أعمالها التي شملت 65 عاما من الفن لتصبح علامة ساطعة وفريدة، حتى مع القطع الأقل شهرة والتجارب التي قامت بها في وقت مبكر من حياتها، شارك في تنسيقه روبن كيهان وأديل تان، فإنه لا يعني الفذ نظرا كوساما هي واحدة من أطول الفنانين في العالم وأكثرها غزارة - أعلن في عام 2014 كما المفضلة في العالم، وقام كلا من روبن كيهان وأديل تان بتنسيق المعرض، نظرا لان كوساما واحدة من أعرق الفنانين في العالم وأكثر إبداعا وقد أعلن في عام 2014 أنها الفنانة المفضلة في العالم، وبجانب إبداعاتها الفنية تعد كووساما رائدة في مجال حقوق الإنسان، وقد نمت موهبتها على يد الفنانة أندي وارهول، وجورجيا أوكيفي، التي أقامت في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين في نيويورك هربا من مشهد فني ياباني قوي جدا، العمل الرئيسي في بريسبان، هو "غرفة اللانهاية"، و"Soul Under The Moon" وهي قطعة مصممة بشكل فريد لمعرض فنون كوينزلاند في عام 2002. إنها غرفة مظلمة ومطابقة حيث تحيط بك مجرة ​​من الكرات البيضاء المضاءة.

وتوفر المساحات المفتوحة في المتحف، والجدران البيضاء، والخطوط المنحنية، خلفية بسيطة لعرض عشرات الألوان واللوحات بالأسود والأبيض التي تغطي جدران المعرضين الرئيسيين، وبعيدًا عن الدرج يوجد باب يؤدي إلى أحدث غرفها من غرف اللا نهاية"، حيث يومض اليقطين المنقط في الظلام، معطيًا الزوار شعورًا بأنهم يقفون في وسط حقل لا نهاية له، وعُرِفت‭ ‬‬كوساما‭ ‬لاستخدامها‭ ‬الأشكال‭ ‬المتكررة‭ ‬والشبكات‭ ‬والتنقيط،‭ ‬إضافة‭ ‬لاعتمادها‭ ‬على‭ ‬بيئات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق،‭ ‬وقد‭ ‬اختبرت‭ ‬كوساما‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الوسائط‭ ‬شملت‭ ‬الرسم‭ ‬والنحت‭ ‬والأفلام‭ ‬وعروض‭ ‬الأداء‭.

وتم دعوة جمهور هذا المعرض، للمشاركة في "غرفة الطمس 2002"، بحيث يتحوّل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أثاثا‭ ‬منزلياً‭ ‬تقليدياً‭ ‬بلونه‭ ‬الأبيض‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬تركيبية‭ ‬تشاركية،‭ ‬حيث‭ ‬تُوزع‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬ملصقات‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬نقاط‭ ‬ذات‭ ‬ألوان‭ ‬برّاقة‭ ‬ويُطلب‭ ‬منهم‭ ‬لصقها‭ ‬على‭ ‬أسطح‭ ‬الغرفة‭ ‬وأثاثها،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬ستمسي‭ ‬تلك‭ ‬الأسطح‭ ‬مغطاة‭ ‬بالكامل‭ ‬والغرفة‭ ‬متغمدة‭ ‬بلون‭ ‬باعث‭، ‬ويقدّم‭ ‬المعرض‭ ‬أيضاً‭ ‬مختارات‭ ‬من‭ ‬أعمالها‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬التي‭ ‬أنتجتها‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬قبل‭ ‬انتقالها‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مسلطة‭ ‬الضوء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬المنمنة‭ ‬والمنجزة‭ ‬بحساسية‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬اكتشافاتها‭ ‬الأولى‭ ‬للتنقيط‭ ‬وأنماط‭ ‬الشبكات‭ ‬التي‭ ‬غدت‭ ‬من‭ ‬خصائص‭ ‬أعمالها‭ ‬لاحقا، كما ‬يتيح‭ ‬معاينة‭ ‬أعمال‭ ‬الكولاج‭ ‬المحمّلة‭ ‬بهلوساتها‭ ‬وأجوائها‭ ‬الفانتازيا‭ ‬التخيلية‭ ‬المتلونة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السبعينيات‭ ‬والثمانينيات،‭ ‬ولتشكّل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬مكوناً‭ ‬رئيساً‭ ‬لهذا‭ ‬المعرض،‭ ‬إذ‭ ‬أنتجت‭ ‬بعد‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬اليابان‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬بصمتها‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ "‬الشبكات‭ ‬اللا‭ ‬متناهية‭" ‬وأشكال‭ ‬التنقيط‭ ‬في‭ ‬منظور‭ ‬حلمي‭ ‬غنائي‭ ‬سريالي، ويستمر معرض بريسبان للفن الحديث حتى 11 فبراير 2018