العاصمة نيروبي

لم تتوقف خسائر الأمطار الغزيرة في كينيا على مقتل 118 شخصًا ونزوح 271 ألفا آخرين فقط، بل امتد تأثيرها للإضرار بأحد أشهر السدود الضخمة في الدولة الأفريقية. واستيقظ مواطنو مقاطعة ناكورو، رابع أكبر مدن كينيا، الأربعاء على دوي انفجار شديد، تبين أنه نتج عن انهيار سد باتيل الواقع في منطقة سولاي جنوب غربي كينيا، والتي تبعد حوالى 160 كلم شمال العاصمة نيروبي.

وأسفر انهيار السد، الذي يعد أحد 3 سدود ضخمة لشركات خاصة من أجل حجز المياه للمزارع وتربية الأسماك، عن 48 قتيلا غمرت المياه الحقول الزراعية القريبة ومركزا تجاريا والعديد من المدارس ومبانٍ أخرى في منطقة سولاي، ومازالت عمليات الإنقاذ جارية على الأرض مع توقعات بارتفاع عدد القتلى والمفقودين.

كما أفاد تقدير للصليب الأحمر الكيني أن حوالى 500 عائلة قد تضررت من جراء الأمطار الغزيرة بعد جفاف استمر 3 فصول متتالية، كما أغرقت الفيضانات نحو 8500 هكتار من الأراضي الزراعية ونفق نحو 20 ألف رأس ماشية.

وأمر المدعي العام في كينيا الشرطة بالتحقيق في انهيار السد المقام في مزرعة تجارية بمنطقة الوادي المتصدع. ونقلت تقارير صحافية أن سد باتيل المنهار وسدود أخرى أخرى في مزرعة سولاي، التي تبلغ مساحتها 3500 فدان لم تنل موافقة من المهندسين الحكوميين.

ورغم الكارثة التي عصفت بمئات المنازل وجرفت عشرات القرى إلا أن المهندسين من هيئة إدارة الموارد المائية، لم يخلوا أيا من السدود السبعة الواقعة في مزارع باتيل للبن. وسجلت كينيا في الأشهر الاخيرة أمطار غزيرة تسببت في فيضانات وسيول أودت بحياة 118 شخصا ونزوح 271 ألفا آخرين، بحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية.

فيما ربط بعض الخبراء بين سد باتيل الكيني وسد النهضة الإثيوبي؛ إذ أكد بعضهم أن كلا السدين مبني على أرض وتربة من نوعية واحد ما يعني أن انهيار سد النهضة بات متوقعا عند زيادة معدل المياه خلفه كما حدث مع السد الكيني.