اختار حلف شمال الأطلسي أمس الجمعة، أميناً عاماً جديداً في أوج الأزمة مع روسيا وقبل أشهر من انسحاب قوات الحلف من أفغانستان. وانتخب سفراء الدول الثماني والعشرين الأعضاء في الحلف، رئيس وزراء النرويج السابق ينس ستولتنبرغ أمينا عاما جديدا خلفا للدنماركي أندرس فوغ راسموسين. وأعلن الحلف في بيان مقتضب أن مجلس حلف شمال الأطلسي قرر تعيين ينس ستولتنبرغ أمينا عاما خلفا لأندرس فوغ راسموسين في ختام مهمته التي استمرت خمس سنوات وشهرين. ويتولى ستولتنبرغ (55 عاما) مهامه رسميا في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد قمة الحلف الأطلسي المقررة في 4 و5 سبتمبر/أيلول في ويلز بالمملكة المتحدة. وجاء تعيين الأمين العام فيما يواجه الحلف الذي يحتفل بأعوامه الـ65 قريبا، تحديات جديدة مع الأزمة الأوكرانية ومغادرة القوات الأجنبية المقاتلة أفغانستان في أواخر 2014. بدأ ستولتنبرغ مسيرته السياسية في الأوساط الراديكالية المعارضة للحلف قبل أن يصبح مؤيدا للتوافق الذي يمكن أن يتبلور اليوم السبت عبر علاقات جيدة مع القادة الروس. ويعد ستولتنبرغ خبيرا اقتصاديا لم يكن أبدا من متابعي قضايا الدفاع والأمن بشكل خاص لكن السنوات العشر التي أمضاها في السلطة مترئسا مختلف الحكومات ساهمت في إثراء علاقاته الدولية وفن التفاوض. وهو أول أمين عام للحلف الأطلسي يتحدر من دولة حدودية مع روسيا، ويقيم المسؤول العمالي علاقات جيدة مع موسكو وهي ورقة مهمة في يده في أوج أزمة القرم التي خلفت أجواء تشبه حقبة الحرب الباردة. وفي ظل حكمه، أبرمت النرويج وروسيا اتفاقات مهمة حول رسم حدودهما في بحر بارنتس وإعفاء شعبي البلدين من تأشيرات دخول.