يحاول رئيس الوزراء السابق نواز شريف ونجم لعبة الكريكت السابق عمران خان الخميس تعبئة الحشود في اخر يوم من الحملة الرسمية للانتخابات العامة التاريخية في باكستان السبت، وسط تهديدات طالبان بالاعتداء. وكثف مقاتلون طالبان التي تعارض الانتخابات التشريعية و"تكفرها" الاعتداءات الدامية خلال الحملة. وصرح احد قيادي طالبان لفرانس برس السبت طالبا عدم كشف اسمه ان قائد حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود امر شخصيا بارتكاب اعتداءات انتحارية يوم الاقتراع مؤكدا ان "طالبان ارسلوا انتحارين لارتكاب هجمات في مختلف انحاء باكستان. وتوقفت الحملة قليلا الاربعاء اثر اصابة زعيم حركة الانصاف الباكستانية عمران خان في حادث سير. ويلهب النجم الوطني السابق لرياضة الكريكت، وهي رياضة يعشقها الباكستانيون، الحشود منذ بداية الحملة الانتخابية في منتصف اذار/مارس بانتقاده الاحزاب "القديمة" " الفاسدة" القائمة على السلالة. لكن الرجل الستيني الانيق سقط مساء الثلاثاء من مصعد كان يرفعه الى منصة مهرجان انتخابي امام الاف الانصار في لاهور، ثاني كبرى مدن البلاد. واصيب في راسه وكتفه وتكسرت بعض فقراته لكن لم يصب الحبل الشوكي، كما اكد اطباؤه الاربعاء بينما كان انصاره يخشون ان يظل مشلولا بعد ان شاهدوه ممددا على فراش في المستشفى وعنقه مشدود بجبائر. واحدثت صور عمران خان وهو يخاطب الامة من على فراشه بصوت مرتعش، صدمة لدى العديد من الباكستانيين، فاستغل حزبه الحادث ولعب ورقة "الشفقة" واشترى مزيدا من وقت الدعاية في كبرى قنوات التلفزيون لبث ذلك الخطاب مرارا. كذلك اثار سقوط عمران خان صدمة في كبرى الاحزاب السياسية، اكثر من صدى اعتداء طالبان الدامي على احزاب علمانية ولم تدنه الرابطة الاسلامية التي تعتبر الاوفر حظا للفوز بالانتخابات والتي على غرار حزب الانصاف الباكستاني تحاول استدراج الناخبين الاسلاميين. وتضامنا مع عمران خان الغت الرابطة الاسلامية تجمعاتها المقررة الاربعاء. واستؤنفت القوافل الانتخابية الخميس طريقها في اخر يوم من الحملة المرخص لها في هذا البلد الذي يعتبر القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي، قبل الاقتراعين الوطني والاقليمي السبت. وما زالت الاستطلاعات تتوقع فوز زعيم الرابطة الاسلامية نواز شريف بالاقتراع نظرا لما يتمتع به تاريخيا من الدعم في ولاية البنجاب حيث توجد اكثر من نصف الدوائر الانتخابية في البلاد. غير ان صعود عمران خان الذي يجلب ناخبي وسط اليمين من نواز شريف في معقله في البنجاب ويستدرج الشبان والطبقة المتوسطة التي تبحث عن "تغيير"، غير التوقعات وفتح المجال امام سباقات "ثلاثية". واتهم حزب الشعب الباكستاني الموالي للغرب والذي يتراس الائتلاف المنتهية ولايته، خصومه بانهم جروا البلاد الى اسوأ ازمة للطاقة في تاريخها، أملا في الاستفادة من اصوات المعارضين والبقاء في السلطة. ولم ينظم حزب الشعب الباكستاني، المهدد من طالبان، اي مهرجان انتخابي كبير في هذه الحملة وركز حملته على بعض الدوائر تحديدا. ويستعرض كل من الرابطة الاسلامية وحزب الانصاف الباكستاني عضلاتهما مساء الخميس لاخر مرة في تجمعات في لاهور، عاصمة البنجاب ولاول مرة في مدينة روالبيندي التوأم مع العاصمة اسلام اباد بالنسبة لحزب الانصاف لعمران خان. وما زال الاخير ممددا في الفراش بعد سقوطه المثير لكنه ينوي القاء كلمة في التجمع عبر تواصل بالفيديو، على ما افاد اعضاء من حزبه.