حققت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء انتصارا كبيرا في المؤتمر العام لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، سيمهد لها الطريق للحصول على ولاية ثالثة في المستشارية خلال انتخابات 2013 التشريعية. واستخدمت ميركل التي تتراس حزبا اصابه الضعف وائتلافا مهددا، بسبب شريك ليبرالي متعثر، شعبيتها الطاغية في ادارة الازمة لتقديم نفسها كربان سفينة في خضم عاصفة. وقد منحها مندوبو الحزب المحافظ شيكا على بياض باعادة انتخابها رئيسة للاتحاد المسيحي الديموقراطي بنسبة 97,94% وهي افضل نسبة تحصل عليها منذ توليها زعامة هذا الحزب. وقالت ميركل وسط تصفيق الحضور مع اعلان النتائج "لا تسعفني الكلمات للتعبير عن تاثري البالغ". مضيفة "لدينا الكثير الذي يتعين القيام به" قبل الانتخابات التشريعية المقررة في 22 ايلول/سبتمبر 2013. وكانت ميركل قالت بعد الظهر في خطاب استمر نحو الساعة امام نحو الف من مندوبي الحزب المجتمعين حتى الاربعاء في مؤتمر عام في هانوفر "هذه الحكومة هي افضل حكومة فدرالية منذ اعادة توحيد" المانيا عام 1990. واضافت ميركل متحدثة عن الازمة المالية "نجد انفسنا احيانا في بحر متلاطم الامواج" مشيرة الى ان افاق النمو ليست بنفس الجودة التي كانت متوقعة للعام القادم. لكنها شددت على انه "في حين ان دولا اوروبية اخرى تعاني من الانكماش فاننا نشكل قاطرة النمو في اوروبا" مضيفة "ذلك لم يهبط علينا من السماء (...) وعلينا ان نشعر بالفخر" لعمل الحكومة. ورددت مثلا شعبيا قديما يقول "الرياح والعواصف من صنع الله لكن الشراع وعجلة القيادة لنا". وذكرت المستشارة الالمانية ان المانيا تسجل حاليا "اضعف معدل للبطالة" وايضا "واحدا من ادنى معدلات بطالة الشباب في اوروبا". واضافت "لقد اخرجنا المانيا من اقوى ازمة دخلتها" لكن "الازمة لا يمكن ان تحل في ليلة واحدة لانها لم تات في ليلة واحدة". وابدت ميركل، الشخصية السياسية المفضلة لدى الالمان، والتي تتولى رئاسة البلاد منذ سبع سنوات رغبتها في الابقاء على نهجها باستمرار تحالفها مع الليبراليين بعد الانتخابات التشريعية. وقالت "لا يوجد تحالف اخر يمكن ان يقود بلادنا الى مستقبل جيد". واذا كانت انغيلا ميركل تحظى بشعبية لم يسبق ان حظى بها زعيم الماني منذ الحرب فان حليفها الليبرالي في وضع صعب. وقالت وزيرة العمل اورسولا فون دير ليين الثلاثاء "يمكن ان نشعر بكل الفخر بهذه المستشارة التي تقود بلدنا بثبات في هذه الازمة الاقتصادية والمالية" واستنادا الى استطلاعات الراي فان الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الليبرالي الديموقراطي لا يملكان حاليا الغالبية اللازمة للبقاء على تحالفها. ويملك المحافظون ما بين 37% و39% من الاصوات. ويواجه الليبراليون الذين لم يحصلوا سوى على 4% من نوايا التصويت خطر عدم الوصول الى عتبة ال5% اللازمة لدخول البوندستاغ. ومنذ الانتخابات التشريعية عام 2009 واجه الائتلاف الحكومي سلسلة من النكسات في الانتخابات الاقليمية حيث فقدوا خصوصا معقلهم التاريخي (باد فورتنبرغ) وتراجعوا في رينانيا وستفاليا الشمالية.