الحقائب الأنيقة

تعاني بعض البريطانيات من موجة الأسعار الخيالية التي تصاحب طرح حقائب اليد المصممة على يد أشهر مصممي الإكسسوارات والحقائب في عالم الموضة والأزياء.
وسرعان ما أسفرت هذه الموجة عن ردود أفعال غاضبة، دفعت إلى ظهور جيل جديد من المتخصصين في تصميم الحقائب الأنيقة ذات الأسعار المناسبة.

يذكر أن الكثير من حقائب اليد يصل ثمنها إلى رقم خرافي يقدر بـ1000 جنيهٍ إسترليني، وكان من المتوقع بعد حدوث الركود الاقتصادي أن تخفف العلامات الفاخرة من سعر الحقائب التي تبيعها، ولكن الحال استمر كما هو عليه، وبدأ المستهلكون يتجهون إلى خطوط الموضة الجديدة التي تقدم المنتجات بأسعار مناسبة.

وتصل أسعار الحقائب في متاجر "نانوك" الشهيرة إلى أرقام فلكية، ولذلك فأصبح أمرًا مألوفًا أن تعاني بعض هذه العلامات من تضخم سنوي يصل إلى 30% على المنتجات التي تقدمها.

وبدلاً من شراء حقيبة تصل إلى 1200 أو 1500 أو 3000 أو 100000 جنيه، يتجه المستهلكون البريطانيون إلى شراء أشياء أقيم مثل المجوهرات وأقمشة جلد الغزال الفاخرة، ولذلك عزفت بعض متاجر التجزئة الفاخرة عن عرض الحقائب التي يصل سعرها إلى 1000 جنيه؛ لأنها ترى ثمنه أسطوريًّا، وبدأ المستهلك يتجه بعيدًا عن هذه المنتجات.

وأصبحت المرأة البريطانية الطبيعية تعاني عند شراء منتج يجمع بين الجودة والأناقة والعرض المناسب الذي يبتعد عن الأسعار الخيالية لمصممي الأزياء، وبدأت تتجه صوب العلامات الجديدة التي تعرض المنتج بأسعار معقولة.

ولم يقتصر الأمر على المرأة البريطانية العادية فقط بل امتد أيضًا إلى صفوف الأغنياء والمشاهير، مثل إلينا بيرمينوفا، شريك رجل الأعمال الروسي إليكساندر ليبيدوف، التي كشفت عن أنها لا تمتلك حقيبة "بيركين" لأنها باهظة الثمن.

وهو ما يشير إلى أن رياح موضة الحقائب بدأت تغير اتجاهها بشكل كبير.

ويعد مايكل كورز مصمم الحقائب الأول الذي يقدم حقائب أنيقة بأسعار مناسبة تصل إلى 260 أو 300 جنيه، واستطاع أن يبيع عشرات الملايين من حقيبته MK، وأصبح رجل أعمال ملياردير، وكانت خطوط الحقائب "إم كي" تقدم مجموعة لا تقاوم من الألوان، ولكن عندما ارتفعت أسعارها، وجد البعض صعوبة في شرائها.

وخلال السنوات الخمس الأخيرة، استطاعت محال "RADLEY" البريطانية الرائدة تحديث تصمايم حقائب تتمتع بالأناقة والرونق، وبدأت تعزز مجموعة حقائبها الجديدة LK Bennett بالتعاون مع الممثلة الرائعة روزاماوند بايك، التي كانت الوجه الإعلاني ومصمم مجموعة الحقائب ذات الجودة، وأثبتت إمكانية بيع حقيبة قيّمة ومرفهة بسعر أقل من 500 جنيه، كما تعرض محال Russell & Bromley الحقائب ذات الجودة العالية بسعر أقل من 300 جنيه.

وظهرت محال التجزئة الأسطورية "منصور جافرييل"، وبدأت عندما تخرجت راشيل منصور، البالغة من العمر 31 عامًا وصديقتها فلورينا جافرييل البالغة من العمر 32 عامًا، من جامعة برلين بعد دراستهما الفنون ، والتقيتا في إحدى الحفلات في لوس أنجلوس، وأصبحتا صديقتين من أول لحظة، واشتركتا في إطلاق علامة تجارية تصمم حقائب يد أنيقة  بأسعار مناسبة.

وفي بداية العام 2013، انطلقت العلامة التجارية "منصور جافريل"، التي اجتذبت أعداد غفيرة من قوائم الانتظار، بسبب حقائبها الأنيقة المرنة ذات الجودة العالية من الجلود المدبوغة، والمواد المستخدمة في الإكسسوارات الرجالية.

وأمضى الثنائي عامين لتطوير الحقيبة العملية الأنثوية والكلاسيكية التي تحتل الصدارة ولكن بسعر مناسب في متناول الجميع.

ومن الطبيعي أن تكون أسعار الحقائب التي تقدمها إحدى العلامات التجارية المتخصصة الرائدة خيالية، لما تتكلفه من ملايين الدولارات عند التعاقد مع إحدى الممثلات لإطلاق حملة إعلانية مكلفة، ويجب أن تسترد الأموال التي دفعتها عن طريق تقديم الحقائب بسعر باهظ.

وصرَّح الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات: لو لم نقدم تلك الأسعار الخيالية، فسيفقد عملاؤنا الثقة في نوعية المنتجات التي نقدمها".

وهذا لا يعني أن جميع الحقائب باهظة الثمن التي تقدمها العلامات المتخصصة خادعة؛ فشراء الجلود عالية الجودة يكون من مصادر حسنة السُمعة وليست رخيصة.