الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان

هدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بفتح حدود بلاده أمام المهاجرين إلى أوروبا بعد أن صوّت البرلمان الأوروبي لوقف مباحثات انضمام تركيا إلى الاتحاد، ويبدو أن مساعي تركيا للإنضمام إلى الاتحاد قد تبددت بعد أن قرر البرلمان تجميد تلك المباحثات على خلفية زيادة استبداد النظام في تركيا بعد محاولة الإنقلاب الأخيرة في البلاد.

وأجرى الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق، اتفاقًا مع تركيا ينص على عودة اللاجئين إلى تركيا مقابل حزمة من المساعدات من ضمهم مساعدات تخص اللاجئين بالإضافة إلى مد فترة مباحثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وأضاف أردوغان في مؤتمر العدالة للمرأة في إسطنبول: "إذا استمروا في تجميد المباحثات فسيتم فتح الحدود، فنحن لا تقلقنا مثل هذه الدعاوي الجوفاء من الاتحاد الأوروبي"، مؤكّدًا على التزامه بتقديم الغذاء إلى 3 ملايين لاجئ

ووافقت الحكومة التركية على إغلاق حدودها مع اليونان بحرًا لمنع تدفق اللاجئين بعد أن هاجر قرابة المليون شخص  إلى أوروبا عبر الحدود التركيا السنة الماضية، مقابل بعض المكاسب التي من بينها تسريع وتيرة مباحثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وكذلك المليارات في صورة مساعدات إلى اللاجئين السورين ومنح الأتراك تأشيره حرة لدخول البلدان الأوروبية، لكن ما أقلق الاتحاد الأوروبي، هو تعامل أردوغان مع الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد مؤخراً بعدما جعل وتيرة التفاوض أضعف مما كانت عليه، بالإضافة إلى توقف التأشيرات الحرة بسبب توجّه تركيا تغيير بعض قوانينها المتعلقة بمحاربة التطرّف. 

وأضاف أردوغان في خطاب يوم الجمعة، أن المساعدات الأوروبية المقدرة بنحو 700 مليون يورو التي وعد الاتحاد بإرسالها لم تصل إلى تركيا، في حين تلقى 550 مليون دولار من الأمم المتحدة في الوقت الذي أنفق فيه 15 مليار دولار حتى الآن، وقرر البرلمان الأوروبي بالموافقة على وقف المباحثات في حين امتنع 107 أعضاء عن التصويت، وأوصى القرار بضرورة استمرار نفاذ القرار في حالة استمرار حالة الطوارئ في تركيا. 

وتسعي الدول الأوروبية من خلال تكتلاتها في البرلمان الأوروبي إلى تحقيق نوع من التوازن بين احتياجات شعوبها واستمرار مساعدة أنقرة من أجل منع تدفق الآلف من اللاجئين إلى أوروبا في ظل قلقها البالغ من انتهاك حقوق الإنسان، وصرّح رئيس تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا، جاي فيرهوفشتات أن "الاتحاد الأوروبي يفقد مصداقيته من خلال استمرار مباحثات انضمام تركيا للاتحاد في ظل تنامي نظام استبدادي في تركيا، وأننا بذلك نخدع المواطنين الأتراك ونغتال أحلامهم في مستقبل مرتبط بحلم الانضمام إلى أوروبا".

وأكّد أردوغان في وقت سابق بأن مستقبل بلاده ليس رهنا برفع أو خفض أيادي أعضاء البرلمان الأوروبي، وبالرغم من أن القرار لا يحمل بين طياته أي تبعات فورية على أرض الواقع إلا أنه يعتبر إعلان لأوروبا عن قلقها المتزايد من تزايد قبضة أردوغان على السلطة في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري مؤخراً، واعتقلت تركيا عشرات الآلف من المدرسين والصحافيين ورموز المعارضة، بالإضافة إلى الفصل عن العمل، وانتقد عمر سيليك، الوزير التركي المسؤول عن ملف الانضمام للاتحاد، الأسبوع الماضي، موقف دول الاتحاد الأوروبي لعدم التضامن مع أنقرة إزاء الانقلاب العسكري على السلطة والهجمات المتطرفة التي تتعرض لها بلاده.