التوتر المتزايد بين واشنطن وموسكو يهدِّد بحرب مفتوحة

تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى أسوأ مستوياتها منذ الحرب الباردة، حيث يُعتقد أن كلا الجانبين يستعد لحرب مفتوحة. واتُهمت موسكو بمحاولة تضليل العالم بعد أن طلبت من المدنيين الاستعداد لحرب محتملة مع توجيههم لمراجعة مخابئ القنابل المتاحة والأقنعة الواقية من الغازات. وردًا على ذلك أفاد مسؤولون في المخابرات الأميركية لـ" NBC نيوز" أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تستعد للهجوم إلكترونيا على الكرملن لإحراج قيادته. ويعتقد الكثير من خبراء الدفاع أن روسيا غير عازمة على الحرب، لكنها تحاول فقط ردع الدول الغربية عن التدخل بشأن القصف الروسي في سورية. ومن بين الأشياء المثيرة التي يقوم بها الكرملن التوجيهات المتلفزة لكيفية الاستعداد في حال وقوع هجوم على الأراضي الروسية.

ونقلت وسائل الاعلام التي تسيطر عليها الدولة نشرات إخبارية لتحذير المواطنين بغرض التعرف على أقرب المخابئ من القنابل، وتوضيح الهيئات الحكومية التي من شأنها أن تتولى الأمر في حال اندلاع الحرب. ونقلت روسيا الأسبوع الماضي قاعدة الصواريخ الباليستية في إحدى المناطق على بحر البلطيق، ما أثار الخوف لدى بولندا واستونيا، فيما تقول روسيا إن نشر الصواريخ يتم في إطار مناورات عسكرية منتظمة في "كالينينغراد". ويأتي ذلك في إطار تصاعد التوتر بين روسيا والغرب بشأن سورية. وفي الوقت نفسه أفاد وزير الدفاع البولندي أنتوني ماتشرافيتش أن بولندا تعتبر الأمر أكثر إثارة للقلق وتراقب الوضع.

وتستعد إدارة الرئيس الأميركي أوباما لتوجيه ضربة إلكترونية محتملة ضد الكرملن. وتهدف هذه العملية إلى ضمان أن القراصنة الروس لن يستطيعوا التدخل في عملية الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني حسبما أفادت NBC نيوز. وقال جو بايدن نائب الرئيس " نحن نبعث برسالة مفادها أنه يمكننا القيام بذلك، وسيتم ذلك في الوقت الذي نختاره وفي الظروف المناسبة التي سيكون لها عظيم الأثر". وبيّن مسؤولون في المخابرات المركزية ل NBC نيوز أن المخابرات المركزية بدأت بالفعل فتح أبواب إلكترونية واختيار الأهداف واتخاذ استعدادات أخرى للعملية.

وأشارت تقارير في وقت سابق من هذا الشهر في موسكو الى أن الكرملن أمر المسؤولين بإعادة الأقارب الذين يعيشون في الخارج إلى الوطن، فيما زعم بعض السكان أن هذه خطوة أخرى نحو الحرب، وأن من يعصي هذه الأمور سيتم تجاهل ترقيته. ويأتي ذلك على خلفية التدهور السريع للعلاقات مع الغرب بسبب دور روسيا في النزاع الصوري. كما ألغى بوتين زيارة مقررة إلى فرنسا وسط مخاوف من الخلاف. وحذر الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف منذ أيام قليلة من أن العالم في "نقطة خطرة " بسبب تصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة.