وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون

أعاد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إحياء فكرة بناء جسر يصل بين فرنسا وبريطانيا، بعدما رُفض هذا المشروع مرات عدة نظرا لارتفاع تكلفته، وسيكون هذا الجسر عند القناة الإنجليزية، حيث يرى البعض أيضا أنه خطير وغير صالح للاستخدام، ولكن الفكرة جذبت انتباه جونسون. وأثار جونسون الفكرة في اجتماع القمة مع المسؤولين الفرنسيين، يوم الخميس، وقد وافق الطرفان على التواصل لاستكشاف المشاريع الضخمة، وقال جونسون على "تويتر" "يعتمد نجاحنا الاقتصادي على البنية التحتية الجيدة وكذلك الاتصالات الجيدة، هل يجب أن يكون "نفق القناة" مجرد الخطوة الأولى؟".
 
وانتشرت الفكرة في الأخبار، حتى سخر منها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حصد هاشتاغ  #BorisBridgeشعبية كبيرة، وقال أحد المنتقدين " بوريس جونسون .. سنبني جسرا جميلا .. سيكون شعبا جميلا .. وفرنسا ستدفع التكاليف لنا!".
 
ويعد جونسون الراغب في زيادة قوة الاتصال مع القارة الأوروبية هو نفسه المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكنه اقترح في الماضي أن الجسر يخفف من التكدس المروري على الطرق، بالإضافة إلى أنه يفتح طريقا أمام القطارات، ولكن فكرته ربما ستكون مجرد فقاعة تجريبية، حيث قال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، يوم الجمعة، للصحافيين إن الحكومة لم يكن لديها أي فكرة عن أي خطط محددة للجسر، حتى أنه لم يتم ذكره في مذكرة ملخص الاجتماع المكونة من 16 ورقة، والتي أصدرها قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.
 
ومن جانبه، قال وزير المال الفرنسي، برونو لي ماري، في حوار لأحد المحطات الإذاعية "كل الأفكار تؤخذ في الأعتبار حتى البعيد منها، ولكن في البداية ننتهي من المشاريع الواقعة بالفعل تحت التنفيذ ومن ثم نفكر في الجديدة". ولدى السيد جونسون، عمدة لندن السابق، تاريخا من الأفكار الغريبة والتي عرضته للنقد، حيث يضيع الأموال، على سبيل المثال، اقتراحه لبناء مطار جديد على جزيرة نهر ثاميس، ولكن تم رفض الاقتراح، وكذلك خطته لبناء حديقة وجسر للمشاة في ثاميس، والتي رفضت أيضا بعد حساب تكلفتها والتي وصلت إلى 48 مليون دولار أميركي.
 
وتمكن جونسون من تنفيذ أحد أفكاره حيث شراء عربة قطار في ثاميس والتي تكلفتت 80 مليون دولار، ولكن نادرا ما يستخدمها المواطنون، كما اقترح الكثير من المشاريع في لندن والتي كانت عالية التكلفة، ومنعها سلفه، صادق خان، حين أصبح عمدة لندن.
 
ويتحدث المهندسون ورجال الأعمال ومسؤولو الحكومة عن الجسر بين فرنسا وبريطانيا منذ العصر الفيكتوري، وفي 1930، رفض البرلمان البريطاني الفكرة، ولكن في الستينات، أعلن المسؤولون من البلدين عن احتمالية تنفيذ المشروع، ولكن في جزيرة تمتلك أفضل دفاع ضد جيوش القارة، رأى الكثير من القادة السياسيين والعسكريين أن اقتراح الجسر والنفق ربما يكون أحد طرق الغزو، كما أنه أخيرا تم رفض الفكرة نظرا للهجرة غير الشرعية من أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يأمل المهاجرون الوصول إلى بريطانيا.