الرئيس الأميركي دونالد ترامب

دحض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المنتقدين الذين يقولون إن نشر الحرس الوطني غير ضروري، الخميس، حيث جادل ترامب في تغريدة صباحية على موقع "تويتر" بأن مستوى المرور غير القانوني على الحدود الجنوبية لأميركا "غير مقبول"، بغض النظر عن حقيقة أنه عند أدنى مستوى له منذ 46 عاما، وذلك بفضل إدارته، كما أعطى المكسيك ركلة نادرة على ظهرها لتحريكه قافلة من 1200 مهاجر كانت متجهة إلى الولايات المتحدة، بعد أن أشارت تقارير إخبارية إلى أن 200 فقط من المجموعة الأصلية سيسافرون، وقال "لقد تم تفكيك القافلة بشكل كبير بفضل قوانين الهجرة القوية في المكسيك واستعدادهم لاستخدامها حتى لا تتسبب في مشهد عملاق عند حدودنا".

واعترفت كيرستسن نيلسن، مدير إدارة الأمن القومي في إدارة ترامب، بعد فترة وجيزة من ظهورها في "فوكس أند فريندز" بأن القافلة السنوية تتبدد عادة قبل أن تصل إلى الحدود التي تشترك فيها الولايات المتحدة مع المكسيك، وأكدت "لقد رأينا المزيد من التعاون من المسؤولين المكسيكيين أكثر من أي وقت مضى في هذا القافلة بالتحديد بفضل قيادة الرئيس".

 

 

ووقع ترامب، الخميس، إعلانا يجيز نشر الحرس الوطني على الحدود الجنوبية ردا على القافلة، وكان من المقرر أن يبدأ النشر على الفور، كما قال وزير الأمن الداخلي، وليس له نهاية محددة، كما أنه من غير المعروف كيف سيتم نشر العديد من رجال الحرس، مع قول نيلسن بعد ظهر يوم الأربعاء إن حجم ونطاق المهمة لا تزال قيد المناقشة مع حكام الولايات الحدودية، وتعهدت في مؤتمر صحافي بالبيت الابيض "ستكون قوية سيكون هناك ما يكفي لملء الثغرات التي لدينا اليوم."

وصف المسؤولون في الإدارة عملية النشر التي تنبأ بها ترامب يوم الثلاثاء ردا على "التهديد المتنامي" للهجرة غير الشرعية الذي ستثبت إحصاءات حركة المرور الحدودية الأخيرة "ضرورة ملحة"، ولقد وصف إعلان الرئيس بأنه "أزمة" واسعة النطاق تركت الإدارة "بلا خيار سوى التصرف".

ويأتي هذا الانتشار بعد إعلان ترامب أنه يعتزم إرسال الجيش إلى الحدود الجنوبية حتى يمكن بناء الجدار الذي يقول إنه يجب بناؤه، وقال ترامب في اجتماع مع زعماء دول البلطيق "إلى أن يتسنى لنا الحصول على جدار وأمن مناسب، سنقوم بحراسة حدودنا مع الجيش، وهذه خطوة كبيرة".

ولم يكن الكونغرس في عجلة من أمره لتزويده بالأموال التي يحتاجها المشروع، لكن مسؤولين كبار قالوا يوم الأربعاء إنهم يتوقعون أن تتغير حسابات المشرعين مع التحول من فصل الربيع إلى فصل الصيف، وهذا هو الوقت الذي يدخل فيه أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك.

 

 

وقالت نيلسن إن الاتجاه التاريخي هو أساس العمل الوشيك الذي يجري في الوقت الذي يكون فيه الكونغرس في حالة توقف، وأشارت إلى أنه في الأشهر الأكثر دفئاً شمال الحدود، يزداد عدد المهاجرين غير القانونيين الذين يعبرون الحدود، مضيفة كيعد تقليديا شهر أبريل/ نيسان هو الشهر الذي نرى فيه المزيد من الناس يعبرون الحدود دون حق قانوني للقيام بذلك، إنه نموذجي، إننا نشهد المزيد والمزيد من الإعلانات، للأسف الشديد، من قبل المُتجِرين والمهربين إلى جنوبنا، خاصة حول كيفية الالتفاف حول نظامنا والدخول إلى بلدنا وإقامتنا، ولدينا حالات موثقة لاقتراض الأطفال، تظهر على الحدود كوحدة عائلية بطريقة احتيالية".

وأقرّ سكرتير مجلس الوزراء بأن المعابر الحدودية قد تراجعت بشكل سريع منذ تولي ترامب السلطة، بسبب لهجته الشديدة في الهجرة، وكان المسؤولون وترامب قد حذروا هذا الأسبوع من أن التهديد يتزايد مرة أخرى، بسبب ما وصفوه بقوانين الهجرة الضعيفة.

وقالت نيلسن لصحيفة فوكس، الخميس إن المرور عبر الحدود بصورة غير مشروعة زاد 200% الشهر الماضي عندما تم اعتقال 37393 شخصا في مارس /اذار عام 2017.

وادعى مسؤول، الأربعاء، أن عدد المعابر غير القانونية كان في ازدياد خلال الأشهر القليلة الماضية، وأيد توقعات نيلسن بأن عددا أكبر سيصل هذا الصيف، استنادا إلى بيانات تاريخية، وقال المسؤول إن أرقام مارس/ آذار 2018 تمثل زيادة مذهلة عن العام الماضي لعبور الحدود بشكل غير شرعي وتبرر نشر القوات.

ويطالب البيت الأبيض الكونغرس بتسليم الأموال التي يريد ترامب بناء الجدار الحدودي وإصدار تشريع يعطي موظفي الهجرة سلطة أكبر لترحيل الأشخاص الذين يدخلون البلاد بشكل غير قانوني، وفي غضون ذلك، تخطط الحكومة الفيدرالية بالتعاون مع الولايات، لإرسال حراس إلى تكساس ونيو مكسيكو وأريزونا وكاليفورنيا لمساعدة دورية الحدود على تحمل مسؤولياتهم، ومرت كاليفورنيا مؤخرا بقانون يصفها بأنها دولة ذات ملاذ آمن للمهاجرين غير الشرعيين، مما أثار غضب إدارة ترامب، ولم يحدد حاكم الولاية الليبرالي جيري براون بعد ما إذا كان سيتعاون مع نشر الحرس الوطني.

وقال المتحدث باسم الحرس الوطني في ولاية كاليفورنيا الكولونيل توم كيغان، في بيان أصدرته نيابة عن إدارة براون "إننا نتطلع إلى مزيد من التفاصيل، بما في ذلك التمويل والمدة والنهاية".
وقال مسؤولون أمس إن وزارة الأمن الداخلي تعمل مع وزارة الدفاع لتحديد المهام التي يجب استكمالها وتحديد القوة البشرية اللازمة، كما تجري وزارة العدل مراجعة قانونية، وستقوم الوكالات الثلاث مجتمعة بتقديم تقرير إلى الرئيس ترامب في غضون 30 يوما يعرض خطة عمل تضم السلطات التنفيذية الأخرى التي يمكن التذرع بها لدعم المهمة.

وعرضت نيلسن وصفا غامضا لمسؤوليات الجنود، بما في ذلك عمليات مكافحة المخدرات ودعم الأسطول والدعم الجوي وتطوير البنية التحتية والتدريب على عمليات المراقبة، في الوقت الذي تشير فيه إلى أن النشر سيكون مشابها لعملية نشر تم تفويضها قبل أكثر من عقد من الزمن من قبل الجمهوري الأسبق الرئيس جورج دبليو بوش.

وأبلغت فوكس، الخميس أن الجنود سيضطرون إلى لعب أدوار دعم من أجل تحرير ضباط حرس الحدود الذين يسمح لهم قانونا بالاستيلاء على المخدرات والقبض على المهاجرين غير الشرعيين، وتدرس الإدارة القيود القانونية على القوات المسلحة لتحديد ما قد يكون بوسعها فعله، وقالت "لدينا كل شيء على الطاولة، يمكنني أن أؤكد لكم أننا ننظر إلى كل الطرق التي يمكننا بها التصرف في الفرع التنفيذي".

وقال ترامب، الأربعاء قبل الإعلان عن القافلة إنه "يتخذ إجراءات قوية اليوم"، ولم يقدم شخصيا أي تفاصيل عن النشر العسكري الذي يتخيله مثل عدد القوات التي يتوقعها ومن أي فرع، وكان على البيت الأبيض أن يوضح بعد إعلانه الأولي أنه كان يشير إلى الحرس الوطني عندما تحدث عن إرسال القوات، وقد يحظر قانون الولايات المتحدة نشر أفراد مسلحين نشطين للاضطلاع بمهام إنفاذ القانون المحلية، واستخدم الرئيسان الأخيران الحرس الوطني على الحدود الجنوبية، مما وفر لترامب سابقة قانونية لقيادة قوات الاحتياط في الخدمة.

ويبدو أن قرار ترامب المفاجئ بنشر القوات قد تحرض عليه قافلة من 1200 مهاجر من هندوراس كانوا يشقون طريقهم عبر المكسيك، كما هدد ترامب يوم الثلاثاء بقطع المساعدات عن أميركا الوسطى ما لم تحلها السلطات المكسيكية، وعند سماع أنه تم تفكيك القافلة في وقت لاحق من نفس اليوم، لم ينفصل ترامب عن ذلك فحسب، محذرا من أنه كان سيكون عائقا أمام المفاوضات التجارية التي تجريها الولايات المتحدة حاليا مع المكسيك، وكشف عن خطته لتخويل النشر العسكري.

وأكد في وقت لاحق "نحن نستعد للجيش لتأمين حدودنا، لدينا اجتماع بشأنه في فترة قصيرة مع الجنرال ماتيس والجميع"، بينما كان الخبراء يدركون أن قانون بوس كوميتاتوس سيعوق انتشار ترامب العسكري المخطط، أرسل البيت الأبيض بيانا وصفه بأنه تعبئة للحرس الوطني، وقال بيان صادر عن السكرتيرة الصحفية سارة ساندرز إن أعضاء في فريق الأمن القومي قد أطلعوا الرئيس الأسبوع الماضي على تدفق المخدرات والمهاجرين غير القانونيين القادمين من الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

وقالت ساندرز "تلقى اليوم إحاطة متابعة لمناقشة إستراتيجية إدارته التي تشمل تعبئة الحرس الوطني، كما اتفق الرئيس ترامب وكبار المسؤولين الحاضرين على الحاجة إلى الضغط على الكونغرس لإصدار تشريع عاجل لسد الثغرات القانونية التي تستغلها منظمات الاتجار بالبشر، والمخدرات والتطرف والتهريب".

 

 

إن وجود الحرس الوطني على الحدود ليس أمرا غير مسبوق، إذ قام الرئيس السابق باراك أوباما بنشر 1200 من رجال الحرس إلى نفس الموقع في عام 2010 لتعطيل تدفق الأسلحة غير المشروعة والمال إلى المكسيك، ووضع بوش ستة آلاف جندي هناك عام 2006 لدعم دورية الحدود كجزء من "عملية القفز السريع".

ولم تكن قوات بوش على الحدود لتعمل كقوات لإنفاذ القانون، وهذا ما اقترح ترامب أن يفعله بنشره، وقد ساعدوا وكالات دوريات الحدود في مهام إدارية وجمعوا المعلومات الاستخبارية، وساعدوا أيضا في مشاريع الهندسة المدنية، وهي فكرة أخرى ملهمة لترامب، ربما  لجعل الجيش يتحمل عبء جداره الحدودي.

واقترح الرئيس في الشهر الماضي أن البنتاغون قد يدفع ثمن الهيكل، وليس من الواضح كيف يمكن أن ينجح ذلك، إما بالنظر إلى أن الكونغرس خصص أموال الجيش، ولم يقدم البيت الأبيض تفاصيل إضافية حول كيفية عمل مثل هذه الخطة، وعلى أية حال، قال كل من الديمقراطيين السيناتور جاك ريد وديك دوربان يوم الاثنين في رسالة إلى ماتيس أن البنتاغون "ليس لديه سلطة قانونية" لإعادة توظيف الأموال الفيدرالية، وإلقاء لمسته على خطة الجدار الحدودي الأخير لترامب.

وظهر الرئيس ترامب لأول مرة في موقف متشدد في عيد الفصح يوم الأحد بتغاضيه عن دعمه لبرنامج العمل المؤجل من أجل الطفولة "داكا" الذي يمنح بعض المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك الوضع القانوني للإقامة، وواصل هجومه يوم الاثنين وربطه بالقافلة التي تشق طريقها عبر المكسيك، وطالب باتخاذ إجراء من المشرعين الأميركيين الذين يرفضون باستمرار الخضوع لخطته من أجل تحسين أمن الحدود.

وجادل البيت الأبيض نيابة عنه بأن حماية داكا للشباب المهاجرين غير الشرعيين الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة بعد تاريخ معين هي "مغناطيس" للأطفال غير المصحوبين الذين يغمرون الحدود الجنوبية، وقال مسؤولون كبار في الإدارة إن المهربين يستخدمون البرنامج كوسيلة للحبال في المسافرين الجدد، كما حذروا من أن الأطفال القادمين عبر الحدود من المرجح أن يطلبوا العفو خلال عقد من الزمان بالطريقة نفسها التي يتبعها المتلقون لـداكا الآن، مما يخلق حلقة لا نهاية لها من الهجرة غير الشرعية.

وكان ترامب داعما فيما مضى لحمايات داكا، وحث الكونغرس على تدوين برنامج باراك أوباما الذي انتهى به قسم العدل على أسس دستورية، وقال الرئيس الجمهوري إن المشرعين يجب أن يظهروا "القلب العظيم" للشباب الذين تم جلبهم إلى أميركا من دول أخرى، وكان قد غير نغمته بالكامل تقريبا،الاثنين بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة مع مستشاره السياسي الأعلى، ستيفن ميلر، المتشدد في الهجرة، وبعد الاطلاع على تقرير حول القافلة السنوية، وبحلول، الثلاثاء، أخذ الرئيس مطالبه إلى أبعد من ذلك وهدد بإنهاء ما يقرب من مليار دولار من المساعدات للبلدان التي تعاني من الفقر في أميركا الوسطى