الرئيس محمود عباس وجاريد كوشنر

حذّر مسؤولو السلطة الفلسطينية، الإدارة الأميركية من عدم التسرّع في محادثات السلام المباشرة أو غير المباشرة أو حتى "القريبة" من دون وضع إطار في الاعتبار من شأنه أن يحكم إلى أين ستسير جهود السلام، وأعلن مسؤول في البيت الأبيض، الإثنين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أرسل اثنين من كبار مساعديه إلى القدس ورام الله في محاولة لدفع المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتي تعد "أولوية قصوى" لإدارته.

وسيلتقى صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، وكبير المفاوضين الدوليين، جيسون جرينبلات، مع زعماء من كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بعد أن رافق ترامب في زيارته للمنطقة الشهر الماضي، استمرارًا للمفاوضات الجارية منذ 22 أيار/مايو، وقال مسؤول في البيت الأبيض إنّ "التوصّل إلى اتفاق سلام تاريخي سيستغرق وقتًا، وبقدر ما يحرز من تقدم، من المحتمل أن تكون هناك عدة زيارات، حتى أثناء العمل وراء الكواليس لدفع المفاوضات الثنائية المباشرة بين الطرفين، فإننا سنواصل الاتصال مع الدوائر ذات الصلة في جميع أنحاء المنطقة لتذكير الجميع بأن السلام هو ممكن ولنبرهن على أن العديد من الفوائد الإيجابية قد تنجم عن المفاوضات الناجحة".

وأعرب مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون عن ارتياحهم إلى غرينبلات الذي زارهم بنفسه في وقت سابق من هذا العام، وأعرب عن ارتياحه للمسؤولين مع رغبته في الاستماع، وذكر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون للمشرعين الأسبوع الماضي أنّ "هناك شعورًا متناميًا من كلا الجانبين بأن جولة الاستماع ستنتهي قريبًا، وأن ترامب ومساعديه سيبدؤون في توقع نتائج كبيرة بسرعة، في وقت ما، سيصبح ترامب غير مهتم".

وتحرّك وزير الخارجية السابق جون كيري، مرارًا وتكرارًا بين مراكز السلطة الإسرائيلية والفلسطينية طوال فترة ولايته بعد فشله في إحضار الجانبين حول نفس الطاولة، ويشعر الفلسطينيون بالقلق لأن غرينبلات وكوشنر قد يقعان في دورة مماثلة، من خلال المضي قدمًا دون رؤية واضحة أو توقعات متعمدة.

وألقت القيادة الإسرائيلية والسعودية بمياه باردة على احتمال التقارب العام السريع بين البلدين، وهي مبادرة أثارت ترامب، كما كان الحال مع الرؤساء السابقين، والتي من شأنها أن تؤدي بطريقة أو بأخرى إلى سلام إسرائيلي  فلسطيني، وذكر مسؤولون أردنيون وفلسطينيون لجيروزاليم بوست أنّ قيادة مجلس التعاون الخليجي أوضحت ذلك لترامب خلال زيارته للرياض الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن دوائرها الداخلية ببساطة لا تتسع لذلك، ويتعين على محادثات السلام مع الفلسطينيين أن تسبق محادثات السلام مع العرب - وليس العكس، كما أخبر الملك السعودي سلمان والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ترامب بذلك.

وتقول مصادر إسرائيلية إن الحديث عن إقامة علاقات اقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي أمر سابق لأوانه، ويأمل مسؤولو البيت الأبيض الآن أن يكون هناك شيء بين ما يلي، أن دول مجلس التعاون الخليجي ستوافق على الحد الأدنى من العمل على تطبيع العلاقات بالتوازي مع التقدم في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وسيشكل ذلك تغييرا عن الخطة التي وضعتها مبادرة السلام العربية التي لا تقر باعتراف دول مجلس التعاون الخليجي بإسرائيل ككيان إلا بعد إبرام اتفاق سلام فلسطيني شامل.

ويقول مسؤولون أميركيون إن المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين سيزورون واشنطن في بعض الأحيان مع تقدم المحادثات، وسيقود جهود المباحثات "غرينبلات" و "كوشنر" من البيت الأبيض، وهو تغيير من الجهود السابقة، التي كانت مقرها في وزارة الخارجية، وبيّن مسؤول في البيت الأبيض أن "الرئيس ترامب أوضح أن العمل من أجل التوصّل إلى اتفاق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو الأولوية القصوى له"، مضيفا "إنه يعتقد وبقوة أن حل السلام ممكن".