الإسكندرية - محمد المصري
تشهد مديرية أوقاف الإسكندرية، إجراءات أمنية مكثفة، منذ الهجوم المتطرّف الذي إستهدف مسجد الروضة في مدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء، وأسفر عن سقوط المئات من الشهداء والمصابين، حيث وضعت المديرية خطة محكمة لتأمين المساجد الكبري والتي بها أضرحة، وكذلك هيكلة عدد من الأئمة والعاملين، في الوقت الذي تعمل على إبعاد التيارات المتطرفة عن بيوت الله.
وكشف وكيل وزارة الأوقاف في الإسكندرية، الشيخ محمد العجمي، أنّ "فكرة مدرسة المسجد الجامع، حققت نجاحًا كبيرًا للغاية، ولذلك قمنا بإضافة المسجد العلمي لها وتم البدء في 10 مساجد، حيث أن هذه المساجد ستدرس العلوم الشرعية الأزهرية بالفكر الوسطي المستنير، ومن سيلتحق بهذه المدارس سيتحصل على إجازة من الأوقاف، تدل على أنه قرأ كتب الفقه والتفسير، وأن هذه الإجازة هي فقط ستكون للإستماع ولن تتيح لصاحبها بأن يكون شارحًا، وتنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فلن نفرط في شبر واحد من مساجد المسلمين في الإسكندرية، فحماية هذه المساجد وتسبقها حماية الأضرحة مسؤولية ملقاة على عاتقنا ولن نفرط ولن ينزعنا فيها أحد، فمن يجد في نفسه شهامة أو رجولة ليرى ماذا سيصنع به".
وأضاف العجمي، في مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم"، أنّه "لن نحرم أحدًا ببركة هؤلاء الصالحين في المساجد، فقد قمنا بالتنسيق مع الشيخ جابر قاسم وكيل مشيخة الطرق الصوفية في الإسكندرية على أن يكون العمل في هذا الشأن واحد، وأنه لن يُسمح لأي إنسان بالتعرض لأي من الأضرحة، وما حدث إبان الثورة هو عرض النيابة العامة الأن وستتخذ فيه إجراءات ولن يترك على حاله، تم إتخاذ إجراءات إستثنائية حماية لأضرحة أولياء الله الصالحين في هذه الأماكن، أهمها:"عدم ترك المسجد مفتوح عقب صلاة العشاء، عدم السماح لأي شخص بالمبيت، عدم إصطحاب أي من الحقائب أو أي شيء مبهم، عدم السماح بالتجول بجوار المساجد"، وذلك من أجل الحفاظ على بيوت الله خلال هذه الفترة".
وعن خطة إحكام السيطرة على مساجد قري ونجوع غرب الإسكندرية، أوضح أنّه "بالفعل إتخذنا إجراءات رسمية وواقعية في ذلك، بعد موافقة الشيخ جابر طايع بالقطاع الديني، حيث تم تقسيم إدارة العامرية إلى عامرية أول وعامرية ثاني، وذلك بغرض إحكام السيطرة على الأماكن المتطرفة البعيدة الموجودة في القرى الصغيرة، وإخضاع جميع المساجد لولاية وزارة الأوقاف، نحن ملتزمون بتوجيهات خطاب القطاع الديني إذا ما كان تصريح الدكتور ياسر البرهامي، يسمح بمزاولة الخطابة في مسجد الخلفاء الراشدين شريطة عدم التحرك لسواه وعدم إلقاء خطبة غير خطبة وزارة الأوقاف، والا يتعدى الوقت المبين لخطبة الوزارة، خاصة أننا نعمل ضمن أطر وتوجيهات قطاع ديني، يسمح لمن يلتزم بها العمل ويتم إيقاف كل من يخل بها".
وأشار العجمي، إلى أنّ الدكتور ياسر برهامي قد توقف خلال الفترة الأخيرة عن الخطابة، ونحن سنتابع الأداء إثر منح التصريح، ولن نسمح لأي كان بمخالفة خطبة وزارة الأوقاف.
وأضاف العجمي أنّه "يوميا نكتشف زوايا بأسفل العقارات عمارات، ومن رأيي أن أزمة الإسكندرية الحقيقية ليست المساجد وإنما الزوايا، ونحن نعمل على عدم ترك زاوية من غير عامل عهدة، وخلاصة إجتماعي مع المدير العام للإدارات كان متجها نحو إعادة هيكلة العمالة وتوزيعها توزيعًا عادلا على المساجد وعلى الزوايا، بحيث لا تبقى زاوية تحت يد شخص قام ببنائها، ومن سيعترض على هذه القرارات التي تخص عهدة الزوايا والمساجد، سيتم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقه، سنتخذ العديد من الإجراءات لتأمين المساجد، وهذا الأمر سيكون بالتنسيق مع مديرية أمن إسكندرية، ومع الأجهزة المعنية التي ستضع المساجد الكبرى في خطة المرور اليومي، فلن نسمح أبدًا بغلبة التكفير على التفكير، حتى لا ينقلب المسجد من التكبير إلى التفجير، وسيكون هنالك أكثر من نقطة إرتكاز تقوم بها مديرية الأمن، على غرار نقطة إرتكاز في مسجد أبي عباس المرسي، وخاصة أن الأمنيين لن يدخروا أي جهد في حماية مختلف المساجد".
وأفاد العجمي بأنّ هناك نية لوضع كاميرات مراقبة بأعلى المساجد الكبري، مشيرًا إلى أنّه إستعنا ببعض رجال الأعمال لوضع كاميرات في مسجد أبي العباس المرسي كنقطة بداية، يليه كل من مسجد ياقوت العرشي ثم مسجد البوصيري وصولا إلى كل المساجد الكبرى في الإسكندرية، ومضيفًا أنّ "الإسكندرية تعتبر ثغر من الثغور في وزارة الاوقاف، ولذلك يجب أن يكون جميع العاملين في إدارات المديرية المختلفة والمساجد ياقظين، ومن أجل تحرك المياه الراكدة تم إنشاء المكتب الفني الخاص بوكيل الوزارة وهو مكون من 12 أمام من الأئمة الجدد من أصحاب الفكر الوسطي المستنير، وتقوم فكرته على توجيه الأئمة بالنزول يوم واحد في الإسبوع حسب توجيهات معينة في أي من الإدارات أو المساجد، من أجل إعداد تقرير مفصل وعرضه على وكيل الوزارة لإتخاذ ما يلزم ضد أي تقصير، وهو ما تم بالفعل في قطاع غرب حيث كانت أغلب المخالفات عن تقصير العمالة في الحضور، وتم إتخاذ إجراءات عاجلة نظير ذلك التقصير، أئمة المكتب الفني جديرين بالتواجد في هذا المكان، حيث جاءوا عن طريق مسابقة الإمام المتجدد والإمام المتميز والكتاب العصري والمدرسة القرأنية والعلمية، والهدف الرئيسي لهم هو العمل كيوم واحد فقط في الاسبوع وعرض تقرير عن أي من المخالفات عليّ لإتخاذ ما يلزم على الفور".