براءة زوجة إرهابي من هجمات لندن

برأت محكمة بريطانية زوجة أحد المتطرفين الإسلاميين من تهمة علمها المسبق بخطط ونوايا زوجها في شن هجوم إرهابي في بريطانيا والتي كانت قد زعمت بأنها كانت مشغولة بتبادل الرسائل مع صديقة عندما كشف زوجها عن نيته في "الجهاد".
وقالت سلمى كمال، 23 عامًا،  إنها لم تكن تعرف نوايا القتل عند زوجها عاشق علي وأنها أرادت فقط الحفاظ على زواجها بعد ابتعاد الزوج، وبعد تبرئتها أوضحت أنها لم تكن متطرفة، معربة عن فخرها بأنها امرأة بريطانية وفي نفس الوقت مسلمة".
ويعتبر زوجها عاشق علي الذي يبلغ من العمر 23 عامًا واحدًا من بين ثلاثة إرهابيين تم سجنهم في شباط/ فبراير الماضي بتهمة التخطيط لشن هجوم إرهابي ضخم في إطار تفجيرات مترو الأنفاق التي كانت قد وقعت في 7 تموز/ يوليو.
وقال الادعاء العام البريطاني في صيحفة دعواه، إن الزوجة سلمى لابد وأنها كانت تعلم بنوايا زوجها، مشيرًا إلى أنها قارنت تلك الهجمات بالفيلم الكوميدي البريطاني (Four Lions أربعة أسود) للمخرج كريس موريس، إلا أن هيئة المحلفين في محكمة وولويتش كراون أبرئتها من تهمة إخفاء معلومات عن أعمال إرهابية.
وقالت سلمي في بيان قام بتلاوته محاميها بعد صدور الحكم، إن القرار يبرهن على أنها لم ولن تكون متطرفة بأي شكل من الأشكال، مشيرة إلى أن فيضان الحرية في بريطانيا لايزال يتدفق من محكمة وولويتش كراون، لافتة إلى أن قرار المحكمة الذي جاء بإجماع هيئة المحلفين يعد بمثابة رفض قاطع لحجج الإدعاء العام ضدها، معربة عن قلقها ومخاوفها الشديدين إزاء الطريقة التي اتخذ بها قرار محاكمتها.
 وختمت بيانها بالتوجه بالشكر إلى عائلتها وأصدقائها الذين وقفوا إلى جانبها أثناء المحاكمة وأعربت عن حبها العميق لهم.
وخلال المحاكمة قالت سلمى للمحلفين، إنها تحب زوجها ولكنها لم يكن يخطر على بالها أنه كان جادا بشأنه خطابة المتشدد والمتطرف، مشيرة إلى أنها  كانت تعتقد أن تهديده بالانضمام إلى الجهاد كان مجرد كلام فارغ ولم يكن على سبيل الجدية كمحاولة لإيجاد مبرر لإنهاء علاقتهما الزوجية.
وخلال التسجيلات التي استمعت إليها هيئة المحكمة قال الزوج عاشق علي إلى زوجته سلمى "ما سوف أفعله ، وموقفي في هذه اللحظة هو أننا لا يمكن أن نكون معا، أنت لا تدركين أنني جاد بالفعل في هذا الأمر".
ولكنها أنكرت أمام المحكمة علمها بأنه كان يحمل نوايا إرهابية، مشيرة إلى أنها تجاهلت تماما بقية حديثه الذي وصفته بأنه كان غير مترابط، وتساءلت مستنكرة "كيف يمكن لامرأة أن تحافظ على زواجها مع رجل في طريقه لأن يكون إرهابيا؟ وقالت أنها لو كانت تدرك أنها جادا بالفعل في ذلك لكانت أبلغت السلطات على الفور.
وحول الحديث المسجل بينها وبينه قبل القبض عليه أنه كان حديثا مطولا وأنه ظل يتحدث من دون انقطاع وأنها كانت مشغولة في تلك الأثناء بكتابة رسالة إلى أحدهم عبر الهاتف وأنها استمرت في ذلك بصورة متواصلة ، وقالت أيضا أنها لا تتذكر إلى من كانت تكتب الرسالة وأنها ربما كانت تكتب إلى اختها أو إلى صديقة.
وكان زوجها قد صدر الحكمة بإدانته في شباط/ فبراير الماضي بتهمة إدارة خلية إرهابية مع كل من إفران خالد وإفران نصير وهم من أصول أسيوية، وكانوا على دراية بصنع القنابل وأنهم كانوا بصدد صنع كريم يد قاتل كما شاركوا في تجنيد عدد من المتطرفين.
وكانت الشرطة البريطانية قد اقتحمت منزل على الذي كان عبارة عن مصنع مؤقت لصنع القنابل، في 18 أيلول 2011 في إطار حملة للانقضاض على الانتحاريين المحتملين.
وكان عاشق على قد تزوج من سلمى كمال في شباط/فبراير  2009 إلا أن العلاقة بينها ساءت بعد عام من الزواج بسبب توتر العلاقة مع عائلة زوجها، وأثناء إلقاء القبض عليهما كان الزوجان منفصلان بعد أن ألقي عليها يمين الطلاق شفاهيا ولكن ذلك لم يمنع من أنها لازالت زوجته وفقا للقانون البريطاني.