الاجئة ربيعة نسيمي

سجلت فتاة، كانت قد هربت هي وعائلتها إلى بريطانيا في شاحنة، لدراسة درجة الدكتوراه في جامعة كامبريدج بعد 13 عامًا من الحادثة، وكانت قد هربت في عمر الخامسة، ونجت ربيعة نسيمي "23 عامًا" وعائلتها من تنظيم "طالبان" في أفغانستان، بعد أن خشوا مقتلهم واختبئوا في شاحنة للدخول إلى بريطانيا بعد أن تركوا كل ممتلكاتهم، ووصلت العائلة المكونة من خمسة أفراد في نهاية المطاف إلى لندن وحصلوا على حق اللجوء، حيث كانت ربيعة غير قادرة على نطق كلمة من الإنجليزية.


 
وتدرس ربيعة الآن للحصول على درجة الدكتوراه في قسم علم الاجتماع في كامبريدج، وقد تركت عائلتها أرضها الأصلية عام 1999، وأنشأ والدها الدكتور نورلهاق نسيمي جمعية خيرية، هي جمعية أفغانستان وآسيا الوسطى، لتوفير التعليم والدعم للمهاجرين الآخرين من المنطقة.
 
وعاد الدكتور نسيمي، الذي نشأ في فقر وعاش خلال فترة الاحتلال السوفياتي، إلى أفغانستان في ذلك العام فقط بعد أن قضى 10 أعوام في أوكرانيا مع زوجته التي كانت تدرس القانون، وهربت العائلة بعد أن قام تنظيم "طالبان" باختطاف الليبراليين وأعدمهم.
 
وقالت ربيعة: "كانت الرحلة إلى إنجلترا صعبة للغاية، وكان أخي يبلغ من العمر ستة أشهر بينما كنا على الطريق، ولم يكن شائعًا بين العائلات التي يكون لديها أطفال صغار السفر، وأمضينا جزء من الرحلة عبر البحر، وكانت هناك قوارب مؤقتة وكانت آمنة فقط لشخصين أو ثلاثة أشخاص، ولكن المهربين وضعوا ما بين 30 إلى 40 شخصًا، وهو أمر خطير جدًا".
 
وأضافت ربيعة: "أنا لا أتذكر ذلك كثيرًا، ولكن والدي قال كان يحكي دائمًا عن قصة رحلتنا. أتذكر عندما وصلنا إلى لندن كان لدينا صور التقطت خلال الرحلة. وأعتقد أنه أثناء قيامهم برحلتهم كان الناس يتحدثون عن بلدان مختلفة، والمملكة المتحدة كانت بالنسبة لنا بلد مليء بالكثير من التنوع وتكافؤ الفرص، التي توفر للناس الدعم عند الحاجة".
 
وتساعد ربيعة في دروس اللغة الإنجليزية في جمعية والدها الخيرية في الوقت الذي تطور فيه صلتها بأفغانستان، والبقاء على اتصال مع ثقافتها الوطنية المتنوعة، وبعد تطور اهتمامها بعلم الاجتماع ذهبت لدراسة ذلك في الجامعة في غولدسميث ومن ثم حصلت على درجة الماجستير في كلية لندن للاقتصاد.
 
وأوضحت ربيعة: "هذا الأسبوع هو المرة الأولى التي تمكنت فيها التعرف على كامبريدج، وأنها تختلف تمامًا عن لندن، فالحافلات لديها باب واحد فقط، ويمكنك الاستمرار في الدفع نقدًا هنا، والدراجات هي جزء كبير جدًا من انطباعاتي الأولى أيضًا"، متابعة أنها تأمل في أن يسمح لها عملها في كمبريدج بتحسين فهم الثقافة الأفغانية ومساعدتها على مساعدة الأخرين في العودة إلى ديارهم.
 
وبينت ربيعة، المتحدثة للفارسية بطلاقة، أنها تأمل في العمل مع حكومة المملكة المتحدة لدعم اللاجئين في المستقبل، وقد عادت إلى أفغانستان مرتين هذا العام وقالت إن البلاد "تظهر علامات تحسن" منذ زوال نظام طالبان، مضيفة "أعتقد أننا يجب أن لا نكون سلبيين للغاية، كل رحلاتي السابقة والزيارات أظهرت لي صورة مختلفة تمامًا، أفغانستان تتحسن باستمرار وتتطور، ولكنها عملية بطيئة، ولا شيء سيحدث بسرعة كبيرة".
 
لكن الدعم الدولي، ولا سيما من المملكة المتحدة، يظهر أن المجتمع الدولي لا يزال على علم بأن أفغانستان بحاجة إلى دعم.