مواطنون في زيمبابوي

زارت ساندرا موساكاسا، مسقط رأسها، المدينة الثانية في زيمبابوي، لم تجد أصدقاء الطفولة أو الكلية، فجميعهم هربوا بحثًا عن عمل، وهو السعي بعيد المنال في بلد تصل فيه نسبة العاطلين عن العمل إلى 90٪ من الشباب، حيث بيّنت موساكاسا أنّها "ذهبت إلى بولاوايو، لا أستطيع حتى أن أجد صديق واحد نشأت بجانبه أو ذهبت معه إلى المدرسة. معظم الناس يذهبون إلى جنوب أفريقيا ". وتعمل موساكاسا في زيمبابوي ما يجعلها عضوًا مميزًا، في جزء من جيل محبط، حيث ولدت وترعرعت وتعلمت تحت رئاسة روبرت موغابي. وهم يشكلون أغلبية زيمبابويين، حيث يشكل الشباب دون سن 35 عاما حوالي 3 أرباع السكان اليوم، وقد تحملوا أسوأ سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية.

وقال موسى تشيبايا، 32 عاما، وهو ناشط وكاتب في هراري، إن "موغابي قام بتطبيع الوضع غير الطبيعي"، وأن معظم أصدقائه وزملائه فشلوا في العثور على وظائف. "كل يوم يستيقظون ولا يعرفون ماذا سيفعلون. وهذا شيء انتظره بعد الانقلاب، ليواجه موغابي نفس الشيء، ليستيقظ في الصباح ولا يعرف ما سيفعله "، وسعى الملايين من خريجي المدارس الثانوية والجامعية التي تنتجها واحدة من أفضل نظم التعليم في أفريقيا إلى العمل في الخارج مع انهيار الصناعة وارتفاع التضخم. و يكافح البعض الآخر من أجل تغطية نفقاته عن طريق العمل الجزئي أو اليدوي الذي لا يستفيد من مهاراتهم. إن الإطاحة غير المتوقعة بهذا الرجل- الذي يبدو وكأن حكمه لن ينتهي أبدا- قد جلب أول نظرة أمل منذ سنوات إلى كثيرين منهم.

وكشف سوكسيد، الذي حصل على الدرجة الأولى من جامعة ميدلاندز في عام 2014، ولكنه عاطل عن العمل منذ ذلك الحين "يحتاج الزيمبابويون الآن إلى التغيير من خلال أي وسيلة كانت". لقد كانوا يائسين منذ سنوات طويلة من "الكفاءات الضائعة، والوقت والموارد المفقودة التي قضاها والدي لتمويل تعليمي"، وقال انه واضح على من يقع اللوم. وأضاف "إننا ضحايا لحكومتنا الجاهلة".

وبيّن كودا ميكي البالغ من العمر 25 عاما، أنّ "الآباء كانوا ينظرون إلى التعليم باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الفقر. ولكن الآن ترى أولئك الذين كانوا يعملون بجد يجلسون في المنزل دون وظائف، وليس هناك مصدر إلهام للدراسة ".، إن تعاطي الكحول ومشاكل أخرى آخذة في الارتفاع، حيث يكافح الشباب من أجل العثور على عمل، والبطالة تصبح أكثر شيوعا من الذهاب إلى العمل، وقال تشيبايا الذي كان ينظم حفلة موسيقية وشواء لتسجيل الناخبين لخمسة ألاف شاب في هراري، الخميس، أن قبضة حديد موغابي على البلاد التي استمرت لسنوات قد تصرف الشباب أيضا عن الانتخابات، الكثيرون رأوا أن التصويت كان لا جدوى منه في بلد كان فيه رجل واحد يتشبث بالسلطة منذ ما يقرب من 3 عقود، وعلى الرغم من أن المرشح الرئاسي المفضل الذي يحل محل موغابي، إميرسون منانغاغوا، أبعد ما يكون عن الشخص الإصلاحي، إلا أن هناك أمل في أن تبشر الانتخابات الرئاسية المقبلة بتغيير حقيقي.

ومن شأن انتعاش الاقتصادي الذي كان قويا يوما ما أن يعود بالنفع على الشباب الذين لم يصلوا أبدا إلى الجامعة، مثل تاكودزوا البالغ من العمر 24 عاما، الذي يقوم بأعمال البناء عندما يتمكن أصلا من العثور عليها، مقابل 5 دولارات أو 10 دولارات في اليوم. في كثير من الأحيان يمشي لمسافة تصل إلى 10 أميال للعمل والعودة، لتوفير 1 دولار أجرة الحافلة. يقول عن الانقلاب "آمل أن يكون هو التغيير المنتظر" .