تشكل سوق المقايضات جزءاً من سلسلة مبادرات صديقة للبيئة أطلقتها بلدية مكسيكو اليسارية بهدف تنظيف العاصمة التي تضم 20 مليون نسمة والتي اعتبرت قبل 20 سنة المدينة الأكثر تلوثاً في العالم، إذ نجد المواطنين في صباح أحد ماطر في حي جنوب مكسيكو، يقفون في صف طويل تحت المظلات وهم يحملون أكياساً مليئة بعلب فارغة وزجاجات بلاستيكية ويجرون أمامهم صناديق من الكرتون ليتم مقايضاتها في السوق "النفايات القابلة لإعادة التدوير مقابل جمع نقاط خضراء" تسمح لهم بالحصول على منتجات أو مواد غذائية. وقالت مصورة تدعى ماريا فرنانديز فاسكيز وهي تقف تحت المظلة مع صديقتها مينا مورينو "إنها فكرة رائعة لأننا في معظم الأحيان لا نعرف ما نفعله بكل هذه النفايات، ومن غير المسؤول أن نقوم برميها" بينما تضيف صديقتها "علينا أن نرد ولو قليلاً الجميل لأمنا الأرض". وتهدف هذه السوق الشهرية التي تنتقل من حي إلى آخر والتي تتزايد شعبيتها منذ اطلاقها العام الماضي إلى رفع الوعي بشأن قيمة الأغراض التي تنتهي في مكبات النفايات. ويحصل مستخدمو السوق على نقاط خضراء يعتمد عددها على كمية الأغراض التي يحضرونها، ثم ينفقون هذه النقاط على مواد غذائية أو أغراض أخرى معروضة للبيع لذلك لا أحد يغادر فارغ اليدين. وسمح المشروع للبلدية السنة الماضية بجمع 170 ألف طن من المواد القابلة لإعادة التدوير. ويأتي ما لا يقل عن ألفي شخص كل شهر إلى السوق التي تحقق نجاحاً لا شك فيه، لكن البعض يشتكي أحياناً من الانتظار لساعات في الصف بانتظار دوره. وتقول ليليانا بالكازار وهي موظفة في البلدية تساعد في تنظيم السوق: "يأتي الكثير من الناس فالسوق تهدف إلى رفع الوعي لدى المواطنين بشأن قيمة نفاياتهم وأهمية فصل النفايات". وتضيف "لن تحل هذه المبادرة مشاكل إعادة التدوير في المدينة لأنها مشاكل معقدة جداً، لكن الطلب على السوق يرتفع كل شهر".