صورة الخبر في الموقع العبري

سلّط موقع عبري، الضوء على اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لافتة إلى أن الاجتماع يقوي من منصب "السيسي" في الداخل المصري، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2018.

وتابع الموقع، في تقريره، أن الاجتماع بين الرئيس "السيسي" و"نتنياهو" يأتي وسط تكهنات حول تحول تاريخي في السياسة العربية تجاه الدولة المحتلة، منوهًا بأن الاجتماع جاء بعد محادثة هاتفية نادرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حركة حماس إسماعيل هنية.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتانياهو"، إنه خلال الاجتماع الذي استمر 90 دقيقة، في فندق "بالاس" في نيويورك، تحدث القادة في "مناقشة شاملة حول مشاكل المنطقة"، مضيفًا أن "السيسي" أعرب عن رغبته في المساعدة في الجهود المبذولة لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في المنطقة.

وفيما يتعلق بعملية السلام، غاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن اجتماع "السيسي" و"نتنياهو" رغم مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، لكنه التقى السيسي في القاهرة في منتصف يوليو/تموز.

وفى هذا الصدد، يرى الخبير في شؤون المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط البروفيسور غوشوا تيتلبوم، الحديث في جامعة بار لان في تل أبيب، إن الاجتماع بين "نتانياهو" و"السيسي" يمثل خطوة عامة لزيادة التنسيق مع إسرائيل بشأن مجموعة من القضايا، كـ احتواء تنظيم "داعش" في سيناء، والسيطرة على حماس في قطاع غزة، في محاولة لوقف موجة التأثير الإيراني في المنطقة".
وأضاف "تيتلبوم" أن "في الوقت الذي أثارت فيه الصحافة المصرية قضية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، من المحتمل أن يبحث القادة الإسرائيليون والمصريون هذه القضية من ضمن القضايا الأخرى، السابق ذكرها".

قال "تيتلبوم" إن إسرائيل ومصر "في نفس الصفحة على مجموعة من القضايا الإقليمية"، والطبيعة العامة للاجتماع أثبتت ثقة "السيسي" في منصبه في الداخل، جدير بالذكر أن آخر مرة التقى فيها الزعيمان سرية في أبريل 2016 في مقر الرئيس "السيسي" في القاهرة، وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن زعيم المعارضة الإسرائيلية اسحق هيرزوج رافق "نتانياهو" في هذا الاجتماع حيث بحث القادة مبادرة سلام إقليمية محتملة.

وبالإضافة إلى ذلك، قيل إن قمة سرية عقدت في العقبة، الأردن - بدأها وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري - حدثت في يناير 2016 وشملت "السيسى"، والعاهل الأردني الملك عبد الله ونتنياهو، وقيل إن "نتنياهو" حدد خطة من 5 خطوات تهدف إلى تعزيز مبادرة سلام إقليمية مع الدول العربية وإحياء محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويأتي اجتماع هذا الأسبوع بين "نتانياهو" و"السيسي" بعد أيام من إدانة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لمقاطعة العالم العربي لإسرائيل في إعلان لم يسبق له مثيل من قبل زعيم عربي، ونوه التقرير بأن التصريحات العلنية بين إسرائيل ومصر والإعلان البحريني تتماشى مع السرد الذي وصفه "نتانياهو" على مدى العامين الماضيين بأن هناك تحولا إقليميًا كبيرًا يحدث وأن الدول العربية أصبحت أكثر براجماتية في نهجها تجاه العلاقات مع الدولة اليهودية.

كما أشار "نتانياهو" الذي كان يتحدث في مناسبة استضافتها وزارة الخارجية الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن التحول الحالي في المشاعر العربية تجاه إسرائيل أكثر عمقًا اليوم من تحسن العلاقات التي شهادتها اتفاقات "اوسلو" مع الفلسطينيين ومعاهدة السلام الإسرائيلية عام 1994 مع الأردن.

وفي السياق ذاته، قال "نتنياهو" إن "ما يحدث الآن مع دول الكتلة العربية لم يحدث من قبل في تاريخنا حتى عندما وقعنا اتفاقات أوسلو وغيرها"، متابعًا أن "ما لدينا الآن هو أكبر من أي شيء آخر خلال أي فترة أخرى في تاريخ إسرائيل".

وعن دوره في نقل العلاقات العربية مع إسرائيل، أشاد العديد من مؤيدي الدولة اليهودية بـ"السيسي" الذي يعتبره حليفا مهما في الحفاظ على معاهدة السلام المصرية عام 1979 مع إسرائيل، ومكافحة الإرهاب الإسلامي، ومواجهة إيران.

واختتم الموقع، تقريرها، لافتة إلى أن "السيسي" اجتمع  في نيويورك هذا الأسبوع أيضًا مع الزعماء اليهود الأميركيين وناقش جهود إدارة "ترامب" المتجددة من أجل استئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ويأتي هذا اللقاء في أعقاب اجتماعات مماثلة عقدها الرئيس المصري في وقت سابق من هذا العام مع زعماء يهود أميركيين، بما في ذلك نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، مالكولم هينلين، وغيره في قصره الرئاسي في القاهرة.