عنصر من طالبان بملابس امرأة معتقل يمثل أمام ممثلي الإعلام

كشف مسؤولون أن سيارة ملغومة فجرتها حركة طالبان في العاصمة الأفغانية كابل، السبت، أسفرت عن مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة اثنين، وذلك في هجوم استهدف فيما يبدو شركة تعاقد أجنبية، ووقع رغم تشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء المدينة. وقال نجيب دانيش، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن كل القتلى والمصابين في الانفجار مدنيون، ولا يوجد ضحايا في صفوف المتعاقدين. وقال شهود إن عدد القتلى والجرحى أكبر، وأكدوا أن الضحايا جميعهم من الناس العاديين الذين كانوا يمارسون حياتهم اليومية. فيما أكد محمد عثمان، وهو شاهد كان قريبًا من المنطقة عندما وقع الانفجار وألحق أضرارًا بمبانٍ مجاورة «كل من قتلوا كانوا حلاقين أو ملمعي أحذية؛ فزعت عندما رأيت جثثهم»، وأضاف أنه رأى 4 أو 5 جثث على الأرض».

وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، في بيان قالت فيه إنه استهدف «غزاة أجانب»، مضيفة أنه أسفر عن تدمير مركبتين أجنبيتين، وقتل ما بين 6 و10 أشخاص، لكنها نفت مقتل أي مدنيين أفغان فيه. مؤكدة «سننفذ مزيدًا من مثل تلك الهجمات".

وعلى الرغم من أن هذا الانفجار يعد صغيرًا نسبيًا، مقارنة بانفجارات أخرى أسقطت عشرات القتلى في الآونة الأخيرة، فإن استمرار وقوع الهجمات في كابل يقوض الثقة في حكومة الرئيس أشرف غني التي يدعمها الغرب، وقال الجنرال جون نيكولسون، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الأربعاء «كابل هي محور جهدنا الرئيسي»، في إشارة للقوى الدولية التي تساعد قوات الأمن والدفاع الأفغانية.

وحولت إجراءات الأمن الإضافية في كابل وسط المدينة لمنطقة محصنة بجدران خراسانية عالية وأسلاك شائكة ونقاط تفتيش للشرطة. وتقول قوات الأمن إنها أحبطت تنفيذ كثير من الهجمات، لكن هجوم السبت يوضح أن الجماعات المتشددة ما زالت قادرة على اجتياز عمليات التفتيش، وتنفيذ هجمات في شوارع المدينة.

وعرض غني إجراء محادثات سلام مع طالبان، لكن الحركة لم تبد حتى الآن أي إشارة على قبول العرض. وتقاتل طالبان لطرد القوات الأجنبية، وإعادة فرض تفسيرها المتشدد للدين في البلاد.

من جهته، أبرز الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية، نجيب دانيش، لوكالة الصحافة الفرنسية «نحو الساعة 09:10 من صباح السبت، انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري في المنطقة التاسعة من كابل»، وتحدث الناطق باسم وزارة الصحة الأفغانية، وحيد مجروح، عن سقوط 4 جرحى على الأقل في الهجوم.

وصرح مساعد الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية، نصرت رحيمي، بأن الشركة الأمنية «جي 4 إس» كانت مستهدفة بالهجوم، لكن الانتحاري «فجر نفسه قبل الوصول إلى الهدف»، وأوضح أن مدنيين قتلا وجرح 3 آخرون في الهجوم الذي وقع بينما كان موظفون متوجهين إلى أعمالهم في صباح أول أيام الأسبوع في أفغانستان.

وكشف المتحدث باسم وزارة الصحة، وحيد مجروح، لوكالة الصحافة الفرنسية بأن 4 أشخاص على الأقل أصيبوا في الانفجار. وقال رحيمي إن الانتحاري كان يقود السيارة باتجاه مقر شركة الأمن «جي 4 إس»، إلا أنه «فجر نفسه قبل الوصول إلى هدفه».

وفي رسالة عبر «واتساب» إلى الصحافيين، أشار المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إلى أن الانتحاري كان يستهدف قافلة من «الجنود الأجانب؛ وقتل جميع المحتلين». وغالبًا ما تبالغ طالبان في عدد الأشخاص الذين يقتلون في هجماتها، بينما يقلل المسؤولون الأفغان من تلك الأعداد.

ويأتي الهجوم عقب تصريح الجنرال نيكولسون بأن حماية المدينة هي أولوية للقوات الأجنبية، موضحًا «كابل هي محل تركيزنا الرئيسي حاليًا، لتعزيز كابل وحماية سكانها والعاملين الدوليين الموجودين فيها، بسبب التأثير الإستراتيجي لهذه المدينة». إلا أن نيكولسون أقر بأن منع وقوع مزيد من الهجمات سيكون صعبًا في المدينة المزدحمة المليئة بالثغرات التي تفتقر إلى الخرائط اللازمة.

وكثف مقاتلو طالبان وتنظيم داعش هجماتهم في كابل في الأشهر الأخيرة، ما زاد الضغط على الحكومة الأفغانية التي تتهم مرارًا بالعجز عن حماية المدنيين. وكان أحدث هذه الهجمات في 9 مارس/ آذار، عندما فجر انتحاري نفسه في منطقة شيعية من المدينة، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. وفي زيارة مفاجئة إلى كابل الثلاثاء، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن «عناصر» من طالبان منفتحون على محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية. إلا أن طالبان، أكبر حركة مسلحة في أفغانستان، لم ترد على اقتراح غنى في 28 فبراير/ شباط، عقد مؤتمر دولي في كابل، وواصلت شن الهجمات القاتلة في أنحاء البلاد.

وفي جوزجان "أفغانستان"، ذكر مسؤولون محليون، السبت، أن 37 مسلحًا داعشيًا على الأقل قتلوا في غارات جوية أميركية في الإقليم الواقع في شمال أفغانستان، وفقًا لما ذكرته قناة «تولو نيوز» التلفزيونية الأفغانية للأنباء.

وأكد المتحدث باسم حاكم الإقليم، محمد رضا غفوري، وقوع الغارات الجوية قائلًا إن القوات الأميركية اعتقلت أيضًا 10 مسلحين داعشيين، من بينهم قائد محلي رئيسي للجماعة، وتم تنفيذ الغارات في قريتي سار دارا وموجول بمنطقة درزاب، وقرية شاكما شوكور بمنطقة كوشتيبا، بالإقليم. وخلال الغارات الجوية، تم تدمير 3 قواعد لـ«داعش».
 
وفي حادث منفصل، قتل 12 مسلحًا داعشيًا، وأصيب 17 آخرين، في كمين نصبته طالبان في الإقليم. وتابع غفوري أن الحادث وقع على الحدود بين منطقة بالشيراج ودرزاب، بإقليم جوزجان، الليلة الماضية.