نبحر اليوم في ذكريات د.مختار مدكور استاذ الامراض الصدرية ومؤسس اول وحدة رائدة في مصر للرعاية المركزة للصدر بطب عين شمس والحاصل علي جائزة الدولة للرواد. يقول علي الرغم من مضي سنوات عديدة تظل ذكريات الطفولة في رمضان محفورة في الوجدان واجمل ما يميزها حالة التعاطف والمودة بن الجيران والحرص علي تبادل الاطمة الرمضانية علي الرغم من ان الموائد لم تكن مليئة باصناف متعددة كما يحدث الان فلم تكن كثرة الطعام تشغل الناس لكن المعاملات الطيبة والعبادات الدينية والفرائض. عالم الطب والابحاث واغاثة المرضي ظل الشغل الشاغل لي منذ انتهيت من دراستي بكلية الطب وحتي هذه اللحظة ايضا عشقي للقراءة والمعرفة امر اعتدت ممارسته منذ الطفولة خاصة في رمضان لذلك كنت الطبيب الوحيد الذي حصل علي عضوية الجمعية المصرية للاثار والثقافة التاريخية.

في الثمانينيات انشأت أول وحدة رائدة للرعاية المركزة بالجهود الذاتية ولان رمضان هو شهر الخير والعون استطعت الحصول علي تسعة اجهزة تنفس صناعي من التبرعات. ايضا استطعت تكوين فريق طبي من المتطوعين من طلبة الطب والاطباء والتمريض لتقديم الرعاية الطبية المنزلية للمرضي الذين لا تسمح ظروفهم بالذهاب للمستشيات كنوع من التكافل والتراحم.

سافرت إلي العديد من بلدان العالم في رمضان كاستاذ زائر لبعض الجامعات الكبري كان لدي هدف محدد هو معرفة أثر الحضارة الفرعونية والاسلامية في عالم الطب وكيف تعلم منا الغرب علوم الطب وفنونه و ايضا فضل الاسلام علي الحضارات الغربية وكانت هذه المحاضرات تلقي اهتماما وترحيبا من الطلاب والاساتذة لدي ايضا دراسة شاملة عن الانجازات في امراض الصدر في الحضارة الاسلامية والفرعونية بجانب اسهامات في مجال مكافحة الدرن وعلي مدي اكثر من عشرين عاما اشرفت علي العديد من رسائل الماجستير حول هذا المرض وخطورته علي الجهاز التنفسي.