القاهرة - علي رجب
قال مؤسس مركز "بصائر للتحاور الإلكتروني"، الدكتور عثمان عبدالرحيم القميحي، إن رسالة المركز تكمن في وقاية الشباب وحمايته من الانزلاق إلي براثن الغلو والإقصاء والعنف المجتمعي والتورط في اندفاعات متسرعة تمارس العنف وتدمر المجتمع.
وذكر أن تنامي الفكر المتشدد في مصر وأنحاء العالم، بات من الضرورة أن يكون هناك حائط صد يحول بين انتشار وتمادي هذا الفكر القائم علي أساس ديني بين أوساط الشباب المسلم، لاسيما مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة ومع تمادي وانتشار الشبكة العنكبوتية والتي يرتبط بها هذا الفكر ارتباطًا طرديًا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي من الـ"فيس بوك" و"توتير" والـ"يوتيوب".
وتابع أنه من هذا المنطلق، خرج مركز "بصائر للتحاور الالكتروني"، ليكون مبادرة حضارية، تنطلق أساسًا من حوار واستيعاب المندفعين من الشباب وبناء فكره الإسلامي وتوجهاته الحياتية نحو أمته ومجتمعه، من خلال منهج وسطي معتبر، وبناء علمي معتمد من علماء الأمة الثقات، واستنفاذ حماسته الجامحة في برامج علمية ودعوية بعيدة عن الغلو والتطرف وممارسة العنف.
وبشأن آليات عمل المركز، قال القميحي، نقوم برصد المنتديات والمواقع وغرف الحوار لتتبع ما يبث من مقالات وأفكار تعزز الغلو، ثم نقوم بتحرير الشبهات التي تثار في مواقع الغلو وتفكيكها وبيان انحرافها، ثم إعداد الردود العلمية من خلال إبراز المفاهيم الوسطية والصحيحة لجميع القضايا المثارة في الفكر الإسلامي ومعرفة الأصول التي خرجت منها هذه الشبهات، ثم بث الردود والبحوث في تلك المواقع من خلال الحوار المباشر أو المناظرات أو المراسلة.
وشرح القميحي سبب توجههم للانترنت لتنفيذ مشروعهم الفكري، هو أن الانترنت أصبح الآن العالم الفعلي لكثير من الأطروحات الفكرية التي هي محور اهتمام الشباب، مشيرًا إلى أن 80% من المتورطين في قضايا الغلو تم تجنيدهم عن طريق الانترنت، أضف إلى ذلك وجود المئات من مواقع الغلو والتحريض دون برامج حوارية ترد علي الشبهات بأسلوب علمي متخصص.
وأشار إلى أن المركز قام بطباعة حصاد عامين من الحوار الالكتروني مع الغلاة والمتشددين، وترجمة أكثر من 600 فتوى من فتلوى المجامع العلمية المتعلقة بالشأن العام وقضايا السياسة الشرعية، إضافة إلي تدشين موقع الكتروني باللغة العربية والروسية وإعداد برنامج متكامل تحت مسمي" كيف تحاور مغاليًا"، وأيضا إطلاق مشروع "روائع" وهو معرض يبحث عن روائع صور التعايش السلمي في المجتمعات الإسلامية وغيرها.
ويحاور المركز الجديد الذي يقوم عليه مجموعة من الباحثين يترأسهم أحد علماء "الأزهر الشريف" ومستشار وزارة الأوقاف الكويتية، الدكتور عثمان عبد الرحيم القميحي، الأفكار المغالية والمتشددة، ورصد اشكالياته علي شبكة الانترنت، من خلال اللجنة العليا لتعزيز الوسطية وعن طريق عقد الدورات في داخل مصر وخارجها، بهدف إقناع الشباب المندفع بخطورة فكر التدمير والتفجير.