الدكتور شوقي علام

أكد مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، أن تميّز المصريين بإعمال الحكمة والاستماع إلى عرض الحقيقة من طرفي الأمة ساعد كثيرًا على احتواء المواقف وجنبهم الفتنة والوقيعة، مضيفا أن التعايش بين الناس والتنوع أمر حتمي ومقصود من الله في الخلق، كما أنه لا يجوز الإكراه لإدخال أحد في معتقد ديني، مشيرًا إلى أنّ "الإيمان بالمعتقدات أمر داخلي ولا يستطيع أحد أن يكره شخصًا آخر على الإيمان، ولكن عليه أن يوضح الطريق والأحكام الشرعية وبعدها كل شخص حر في الاقتناع من عدمه".

وأضاف الدكتور شوقي علام، خلال حديثه عن موضوع "التعايش في المجتمعات"، أن فقه التعايش من القضايا التي تهم العالم كله الآن، وأن العالم يبحث عن وسيلة لإيجاد هذا التفاهم في الوطن الواحد، موضحًا أن هذا التفاهم يتم من خلال جوانب تشريعية أو تربوية أو غيرها مما يصب في إيجاد وتحقيق قدر من التفاهم بين الناس في المجتمعات، مشيرًا إلى أن الاكراه على ما في القلوب أمر صعب التحقيق وأن قضية الإكراه في الدين منبوذة ولا تجوز، مؤكدا أن التنوع بين الناس في العالم كله أمر طبيعى.

وأوضح علام أن مصر شهدت العديد من المحاولات البائسة لإيجاد مدخل يحدث وقيعة بين المسلمين والمسيحيين في مصر من العبث بالمنطلق الديني، موجّهًا كلامه إلى كل شخص يحاول الوقيعة بين طرفي الأمة في مصر، قائلا: "سيرجع كل إنسان يريد وقيعة بين المسلمين والمسيحيين في مصر خائب بلا ريب، لأننا سنكون في حكمة شديدة في الحاضر والمستقبل كما كنا في الماضى"، ومنوّهًا إلى أن إيجاد الصيغة الحقيقة في التعايش بين الناس هي عنوان ابناء الوطن الواحد.

ودعا علام جميع المواطنين بالتقرب إلى الله تعالى في تلك الأيام المباركة، موكدا أنها فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالخير والأعمال الصالحة، مشيرًا إلى أن مسؤولية النهوض بالأمة ورقيها تعتبر مسؤولية الجميع في الدولة سواء المؤسسات الحكومية أو الخاصة.