الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي،

حذّر الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، من أن مقاربة إسرائيل للحرب الدائرة في غزة «لا تزيد من أمنها بل تزيد الخطر عليها». وقال الأمير فيصل في جلسة حوارية في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن «الرد المفرط» لإسرائيل في غزة «سيؤدي إلى احتدام المشاعر»، مشيراً إلى القلق من «زيادة التطرف» بسبب ذلك. وقال: «نشارف على سقوط 30 ألفاً من القتلى و70 ألفاً من اليتامى في غزة. المأساة التي نشهدها مسألة تحشد كثيراً من الانفعالات، وفيها مخاطرة بإعادة تنشيط الرسالة لدى البعض في العالم العربي بأن التعايش غير ممكن».

وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أن أولوية السعودية الآن هي التعامل مع «الوضع الإنساني الكارثي في غزة والتركيز على وقف إطلاق النار، وانسحاب الإسرائيليين من غزة، وإدخال مواد الإغاثة للسكان». ورأى أنه «من غير المقبول تماماً عدم قدرتنا على إدخال المساعدات». ورأى أنه «لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار إلا بدولة فلسطينية»، مضيفاً أن «هذا سيكون تركيزنا عندما تنتهي الحرب».

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن بلاده لا تتحدث مع إسرائيل مباشرة؛ لأنه ليست لديها علاقات معها، ولكنها أبلغتها عبر الأميركيين «أن الأولوية القصوى هي لمعالجة الأزمة الإنسانية، وإنهاء النزاع... وبعد ذلك تُفتح المناقشات كما كان يحدث قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)». وشدد على أن الأولوية في النقاشات مع إسرائيل بعد استئنافها «ستكون لقيام الدولة الفلسطينية». وقال: «الفلسطينيون لهم حق تقرير المصير، وهذا الحل الأهم لضمان الأمن والاستقرار الدوليين».

ورأى الأمير فيصل بن فرحان أن تطبيع السعودية مع إسرائيل يعتمد على مبادرة السلام العربية. وأضاف: «يجب أن تكون هناك قدرة للفلسطينيين لتقرير مصيرهم لكي يكون هناك أمن مستديم، وهذا يعني أن الشركاء في المنطقة ملتزمون بذلك، وهذا يحتاج لقرارات صعبة داخل إسرائيل أيضاً». وأكد وزير الخارجية السعودي أن «معظم الفلسطينيين يؤيدون حل الدولتين»، محذراً من أنه إذا لم يُتَوَصَّل إلى حل على هذا الأساس، فإن ذلك «سيعيدنا إلى حلقة النزاع والصراع، وأخشى أن يكون الانفجار المقبل أسوأ».

ورفض الأمير فيصل بن فرحان إلقاء اللوم على أي طرف في التأخر للتوصل لاتفاق سلام حتى الآن، وقال: «لا يمكن إلقاء اللوم على أي جانب، ولكن الحل الصحيح، والوقت حان، لنضع كل جهودنا ونكثفها لنحقق السلام، بما في ذلك من وقفوا عقبة في وجه الحل سواء (حماس) أو السلطة الفلسطينية أو إسرائيل». ودعا إلى «محاسبة من يشكّل عقبة“، مضيفاً أنه «لا يمكن أن نتخذ المنطقة رهينة لآيديولوجيات».

ومن جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي شارك الأمير فيصل في الجلسة نفسها، إن مصر أبلغت إسرائيل أن عمليات ترحيل سكان رفح «خط أحمر»، وتشكل خطراً على أمن مصر القومي. وأضاف أن هناك تبعات كارثية لتهجير سكان غزة. وقال شكري إن غياب الإرادة السياسية لدى الأسرة الدولية تسبب بعرقلة التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين الفلسطينيين طوال السنوات الماضية، مضيفاً أن على الطرفين تقديم تنازلات للتوصل لاتفاق.

وكان الأمير فيصل بن فرحان قد عقد سلسلة من اللقاءات الثنائية على هامش مؤتمر الأمن، حيث التقى بإيمانويل بون المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، وجوزيف بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وكير ستارمر رئيس حزب العمال البريطاني، وديفيد لامي وزير خارجية حكومة الظل في حزب العمال البريطاني كلاً على حدة، وذلك على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن 2024. وكان الأمير فيصل بن فرحان قد التقى، يوم الجمعة، نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، حيث استعرضا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة إلى مناقشة آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

كما التقى الأمير فيصل بوزيرة خارجية كندا ميلاني جولي، ونائبة رئيس الوزراء وزيرة خارجية بلغاريا ماريا غابرييل، كلاً على حدة، وبحث معهما العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوجه تعزيز التعاون المشترك، إضافة إلى مناقشة مستجدات القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، والجهود المبذولة بشأنها.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

السعودية تؤكد إقامة دولة فلسطينية السبيل الوحيد لأمن المنطقة

 

وزير الخارجية السعودي يبحث مع أمين عام "الناتو" الأوضاع الأمنية وأبرز المستجدات