كشف نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن عن اتجاه الحكومة المركزية إلى الانتقال الميداني، بغية متابعة ما يدور في دارفور، عوضًا عن الاعتماد على التقارير المكتبية. وأشار عبد الرحمن، في حديث إذاعي، الجمعة، إلى أنّ "بعض ولايات دافور تشهد استقرارًا، ومن بينها غرب دارفور"، مشيدًا بـ"تجربة القوات السودانية التشادية المشتركة"، ومعلنًا عن "مؤتمر مشترك يعقد في الـ27 من آذار/مارس الجاري، في أنجمينا، يبحث تأمين الحدود، ويعزّز تبادل المصالح والمنافع". وأضاف أنّ "تشاد عمق استراتيجي للسودان، ولدارفور، كما أن السودان ودارفور عمق استراتيجي لتشاد"، وتطرق إلى ملف السلام بين القبائل المتصارعة، مؤكّدًا أنّه "تمّ إتمام الكثير من المصالحات، والاتفاقات ستصمد، حيث ستضمن السلطات التزام الأطراف". واتهمّ التمرد بـ"التسبب في معاناة الأبرياء"، مبيّنًا "قدرة القوات المسلحة على حسم التمرد، واسترداد المناطق التي استولت عليها الحركات المسلحة". وناشد الحركات المسلحة بـ"الانضمام إلى العملية السلمية"، مشيرًا إلى أنّه "إذا لم يلتحق هؤلاء بالحوار فإن الحكومة لن تسمح للتمرد بأن يقطع الطرق، ويروّع المواطنيين". وتابع نائب الرئيس السوداني أنّ "هناك توجيهات للقوات الحكومية بأن تنتشر وتنفتح على كل المناطق في الإقليم"، لافتًا إلى أنّ "قرارات معالجة الأوضاع في دارفور تحتاج إلى المتابعة والتنفيذ". واستطرد، من نيالا عاصمة جنوب دارفور، أنَّ "كل القرارات الرئاسية التي اتخذت تجاه معالجة الأوضاع في دارفور لابد أن تنفذ فورًا"، موضحًا أنَّ "ملف الأمن لا ينبغي أن يشغل الحكومة عن ملفات أخرى، مثل التعليم والصحة والتنمية، بأشكالها المختلفة". وطالب نائب الرئيس السوداني الإعلام بـ"ألا يضخم ما يدور في دارفور"، لافتًا إلى فرص تحقيق السلام في الإقليم، مؤكدًا أنَّ "وثيقة الدوحة وثيقة شاملة، خاطبت المشكلة في الإقليم، لأنها قامت على أساس التشاور مع أهل الإقليم، ومع أصحاب المصلحة الحقيقية، فضلاً عن الاتفاق مع الحركات"، مبيّنًا أنَّ "الوثيقة فتحت الباب أمام الحركات بغية الالتحاق، بما فيها حركة العدل والمساواة، جناح جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان، جناح مني اركومناوي". وأوضح أنَّ "الحكومة لن تقبل بمنبر جديد"، في إشارة إلى الدعوة الأميركية الأخيرة، بشأن اعتماد اتفاق جديد عوضًا عن اتفاقية الدوحة. وبيّن أنَّ الرئيس التشادي إدريس دبي يجري اتصالات بغية إقناع الحركات الرافضة للسلام بالإنضمام إلى الوثيقة، مشيدًا بهذه الجهود، وبدور الرئيس التشادي، ومحذرًا من استمرار الحركات في عمليات النهب والقتل وتدمير المنشآت. وشدّد على أنَّ "الحركات ينبغي أن لا تقاتل الأبرياء، وتواجه القوات الحكومية في الميدان". واختتم نائب الرئيس السوداني حديثه بالإشارة إلى أنَّ الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلات كافة، مبيّنًا أنّ "الجنوب قاتل الشمال لنصف قرن من الزمان، لكنه حصل على حق تقرير المصير بالسلام".