البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية

أكد البابا تواضروس الثاني, بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية, إن الكيان الرهباني، كيان نقي والنظام نفسه تم اختباره عبر قرون عديدة, مطالبًا بضرورة أن يحافظ الشعب المسيحي على نقاوة الآباء الرهبان والابتعاد عن حياتهم، وأنه على الكنيسة أن تضبط الحياة الرهبانية باستمرار, وأن البابا كيرلس السادس أصدر من قبل قرارا بعودة كل الرهبان إلى الأديرة, وأن الكنيسة المصرية واحدة من أقوى كنائس العالم. 

وقال البابا تواضروس، خلال عظته الأسبوعية، التي ألقاها، الأربعاء، من كنيسة العذراء مريم، والأنبا بيشوى، بالأنبا رويس في العباسية، إنه لابد أن ننظر إلى الحادث الذي وقع بدير القديس "أبو مقار" على أنه جريمة, فهناك جانى وهناك مجني عليه، وهو الأنبا ابيفنيوس رئيس الدير, وأن التحقيقات التي تجريها الشرطة والنيابة ما زالت مستمرة, وإلى الآن لم يتم الوصول إلى الجاني.

ولفت إلى أنه ليس من صالح أحد أن يتستر على أي خطأ, وأن صدور القرارات الأخيرة من اللجنة التابعة للمجمع المقدس والمختصة بشئون الرهبان والأديرة، كانت من أجل ضبط النظام الرهباني، وأن هناك العديد من القرارات الأخرى سيتم إصدارها, وأنه على الرهبان أن يعيشوا في الدير لأن ذلك هو اختيارهم في الأساس.

وأضاف البابا تواضروس أن الكنيسة لديها لجنة من المجمع المقدس مختصة بشئون الرهبان والأديرة، تمارس عملها بكل هدوء وهى معنية بضبط الحياة الرهبانية, وأنه في أيام الراحل البابا شنودة اتخذ قرارًا بعودة الرهبان إلى الأديرة بعد 7 سنوات, مطالبًا بضرورة الانتباه من "الصفحات الصفراء" إذا كان في وسائل الإعلام أو صفحات التواصل الاجتماعي، وأن الكنيسة أيضًا ليس لديها ما تخفيه, وأن الرئيس السيسي، ذكر أن مصر تعرضت في 3 أشهر لـ21 ألف شائعة ضد البلد والاقتصاد والسياسة والكنيسة.  

وأشار بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، إلى أنه أعطى مهلة للرهبان لإغلاق صفحات التواصل الاجتماعي لمدة شهر، وأنه سيتم اتخاذ إجراءات كنسية ضد من يلتزم بهذه القرارات, لافتًا إلى أن الرهبنة صورة أخرى من الاستشهاد, فظهر أول راهب في العالم وهو القديس الأنبا أنطونيوس الكبير، وهو أب كل الرهبان ونفتخر كمصريين بأنه هو مؤسس الرهبنة التي انطلقت من مصر إلى كل العالم, وأنه من كثرة الأديرة في التاريخ المصري لم يكن يجدوا أسماء لها فكانوا يسمنوها بالأرقام.

وتابع أن منطقة وادي النطرون، تعد جامعة الروحيات ولذلك سميت "الاسقيط" ومعناها "مكان النسك", وسارت المنطقة دار للنسك وظهر آلاف القديسين على مدى التاريخ، وأصبحت مناطق للخدمة الروحية يأتي لها الناس من كل العالم, حتى أن أحد القديسين قال، "إن السماء بكل جمالها لم تكن بجمال البرية بكل نساكها"، وأن الحياة الديرية عامرة إلى الأبد, وأن الأديرة المصرية يوجد بها مئات من الرهبان الملتزمين, ويجب أن نعرف قيمة الأديرة المصرية في الحياة فهي تصلي من أجل العالم كله وهي حارسة بصلواتها كل بلادنا فالأديرة "واحات للصلاة" من أجل الجميع. 

ونوه البابا تواضروس، إلى إنه علينا أن نتذكر شخصية السيدة العذراء كأم لكل البتوليين، ونحن نحيا في هذه الأحداث التي تمر بها الكنيسة, لافتًا إلى أن الكنيسة المصرية، هي التي تزعمت العلم اللاهوتي على مستوى العالم, وأن الكنيسة المصرية يوجد بها قامات من العلماء وهو في نفس الوقت تمتلك قامات من شهداء الإيمان, مقدمًا التهنئة ببدء صوم السيدة العذراء، والذي يعد آخر الأصوام الكنسية في السنة, مؤكدا المكانة الكبيرة للسيدة العذراء.