وزارة الأوقاف المصرية

شاركت واعظات بوزارة الأوقاف، وراهبات وخادمات بالكنائس في مصر، أمس، في عدد من القوافل تحت مُسمى «معاً في خدمة الوطن... تقارب وتعايش»، في محافظتي القاهرة، والمنيا جنوب مصر، التي نظمها المجلس القومي للمرأة، ووزارة الأوقاف، وجامعة المنيا.

وتستهدف القوافل التي تنتهي فعالياتها اليوم (الجمعة) دمج واعظات وزارة الأوقاف، والراهبات وخادمات الكنائس في عمل مشترك، لحث المجتمع على قبول التنوع واحترام الاختلاف، ومواجهة التطرف والإرهاب، وتصحيح الأفكار المتطرفة لدى الأسر، ومن ثم توعية أبنائهم بتعاليم الأديان الصحيحة، ونشر سماحة تعاليم الدين الإسلامي والمسيحي في شؤون المرأة.

وعرضت الواعظات وخادمات الكنائس خلال القوافل الأدوار المجتمعية الكثيرة اللاتي يقمن بها لخدمة المجتمع، وتصويب المفاهيم المغلوطة، ومواجهة «حواضن الإرهاب» التي تسعى إليها الجماعات المتطرفة، لتنشئة أجيال جديدة على أفكارها الإرهابية. وأكدن على مفاهيم التعايش مع الآخر، والعيش المشترك.

وقالت مصادر في الأوقاف، إن «القوافل هي عمل مشترك لحث المجتمع على قبول التنوع واحترام الاختلاف، وهي رسالة تؤكد أن أبناء مصر شعب واحد، ومثال يُحتذى به في التعايش والمواطنة... وتأكيد مدى إصرار مصر على المُضي قدماً نحو البناء وعدم الالتفات لأفكار الهدم والتخريب».

وأكدت إيزيس حافظ، مدير إدارة التدريب والتوعية بالمجلس القومي للمرأة، أنه تم تنظيم زيارة للواعظات والراهبات أمس إلى زوجات وأمهات ضحايا الاعتداءات الإرهابية على الكنائس والأديرة، وزيارة بعض أمهات وزوجات ضحايا الأحداث الإرهابية من جنود الجيش والشرطة.

وقالت وزارة الأوقاف، إن «القوافل تأتى في إطار التعاون المثمر والبناء بين وزارة الأوقاف، والمجلس القومي للمرأة، والكنائس المصرية، لخدمة الوطن وترسيخ أسس المواطنة الكاملة».

أقرأ أيضاً : الأوقاف تلغي تصريح خطابة محمد سعيد رسلان لمخالفته التعليمات

وأوضحت الوزارة أن «هذه القوافل لمواجهة حواضن الإرهاب، وإحلال البديل التعايشي المحب للوطن، وترسيخ مفاهيم احترام وتقدير وحماية الأديان، وبخاصة للمرأة، ورفع المهارات في مجال نشر المواطنة، وفقه العيش المشترك بين جمهور المستهدفين والمستهدفات من المواطنين، وإزالة الفجوة المعرفية الخاصة بتعاليم الأديان لدى المتلقين والمتلقيات».

من جهتهن، أشارت الواعظات والراهبات إلى أن عملهن معاً هو جزء من خطة ترسيخ المواطن في كافة المناسبات، لتوعية الأهالي حول مبادئ رئيسية ومعينة لخدمة الوطن. وأعربن عن سعادتهن بالتواصل المستمر، خاصة في هذا الوقت الذي تحتاج فيه مصر لمجهودات الجميع للتوعية بأخطار الأفكار المتشددة، التي تدعو للفرقة بين المسلمين والمسيحيين.

وأكدن على «مواجهة خطط أعداء الوطن للنيل من وحدته ووحدة أراضيه، من خلال اختراق الوحدة الوطنية، وضرب علاقة المواطنة بين المسلمين والمسيحيين، فضلاً عن العمل على كسر الحواجز التي بين المسلمين والمسيحيين، والوقوف جميعاً أمام محاولات شق الصف المصري، ليعم بيننا الأمن والاستقرار والمحبة، والعمل معاً يداً بيد لتربية جيل جديد يؤمن بالتعددية والتنوع ويقبل الآخر، ليعيشوا معاً في تسامح وإخاء».

في غضون ذلك، بثت دار الإفتاء المصرية أمس، فيديو «موشن غرافيك» جديد، أصدرته وحدة الرسوم المتحركة، أكدت فيه أن الإسلام أقر مبدأ العيش السلمي مع الناس جميعاً دون نظر لعقائدهم؛ بل دعا إلى ودهم وصلتهم وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، والإحسان إليهم، كما كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يفعل.

ويبين الفيديو الجديد أن ميلاد الأنبياء خير وسلام للبشرية كلها، وأن الإسلام دين سلام ورحمة وبر وصلة، فالله - سبحانه وتعالى - يقول في كتابه الكريم: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

ووجهت الدار رسالة إلى المسلمين جميعاً في نهاية الفيديو، قالت فيها: «اتبع منهج الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا تترك نفسك للمتشددين والمتعصبين الذين يأخذون من الدين ما يوافق هواهم... أما من يخالف طريقهم الضيق فليس عند (المتطرفين) له أسهل من التكفير».

ومع احتفالات الأقباط بأعيادهم، تنطلق فتاوى «متشددة» من بعض دعاة جماعات الإسلام السياسي تُحرم تهنئتهم. لكن دار الإفتاء المصرية أكدت أمس، أن «تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم أمر حث عليه الإسلام، ويتفق مع مكارم الأخلاق التي جاء بها رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم».

قد يهمك أيضاً :

وزيرة الأمن الداخلي الأميركي تشيد بدور القاهرة في مكافحة الإرهاب

تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهم في "أحداث العدوة" إلى 30 كانون الثاني