الدكتور مصطفى مدبولي

أوضح مصدر مصري مطلع أن «صوتك مسموع» مبادرة حكومية تهدف إلى تعزيز مشاركة المواطنين المصريين في الشأن العام، وفتح قنوات تواصل معهم، والتحرك السريع لحل المشكلات والشكاوى التي تصل منهم، مبرزاً أن «المبادرة تهدف أيضاً إلى صد الشائعات التي تطلق من وقت لآخر على (السوشيال ميديا)»، فضلاً عن «تحسين صورة أجهزة المحليات في ربوع مصر».

وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أمس، موافقته على رعاية المبادرة التي تتبناها وزارة التنمية المحلية، مؤكداً أن مبادرة «صوتك مسموع» تأتي تجسيداً لنهج الحكومة في مد جسور التواصل مع المواطنين، وتنفيذاً للتكليفات الدائمة للرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية الاستماع إلى متطلبات المواطنين، والسعي للاستجابة لها، بما يسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة لهم في مختلف القطاعات، وكذا «تأكيد الرئيس السيسي الدائم على أهمية شرح التحديات التي تواجهنا، وتوضيح الإمكانات، التي تتحرك من خلالها الحكومة»، لافتاً إلى أن «المبادرة تتماشى مع استراتيجية مصر لتحقيق التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030)...كما تتسق وبرنامج الحكومة لتحقيق الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي».

وتنتشر من وقت لآخر أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إعلامية، بعضها ينتمي إلى جماعة «الإخوان»، التي تعتبرها الحكومة تنظيماً إرهابياً، تتعلق بأوضاع المواطن المعيشية في مصر، لكن سرعان ما يتم نفيها رسمياً ويتبين عدم صحتها. وقد حذر الرئيس السيسي أكثر من مرة من تعرض بلاده لما اعتبره «خطراً حقيقياً يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل»، عبر «نشر شائعات تستهدف فقد الأمل، والإحساس بالإحباط».
وقبل أيام، نفت الحكومة شائعات عن زيادة في أسعار الوقود، وتوقف منظومة المدفوعات الحكومية الإلكترونية خلال الفترة المقبلة، وإلغاء صرف رواتب الموظفين الرسميين إلكترونياً. كما نفت أيضاً ما تردد من أنباء عن إجبار المواطنين المشاركين في مبادرة القضاء على «فيروس سي»، والكشف عن الأمراض غير السارية على التبرع بالدم، مقابل إجراء الكشف مجاناً، فضلاً عن نفي شائعة تتعلق بتعرض مصر لموجة سيول من نوع «تسونامي»، وعرض حديقة أثرية في الإسكندرية للبيع بمزاد علني.

من جانبه، قال محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، إن مبادرة «صوتك مسموع» تتسق ومحاور استراتيجية وزارة التنمية المحلية، لا سيما فيما يتعلق بدعم الإطار التشريعي والمؤسسي للإدارة المحلية، باعتبار أن الشكاوى والمقترحات الواردة من المواطنين مدخل أساسي في إعداد الخطة السنوية لبرامج التنمية المحلية، وكذا ما يتعلق بتحسين تقديم مختلف الخدمات للمواطنين وتحقيق أهداف التنمية المجتمعية.

وتتضمن المبادرة محورين؛ الأول بعنوان «إدارة محلية مستجيبة للمواطن»، وذلك من خلال إدارة «منصة» متكاملة للتواصل مع المواطنين، وتلقي الشكاوى عبر تطبيقات الهواتف الذكية «الواتساب»، والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني. وفي هذا السياق، قال شعراوي إن «المنصة تمنح أهمية قصوى للمشكلات والقضايا الرئيسية التي تهم المواطن المصري، وتشمل ممارسات الفساد والرشوة والمحسوبية، وتعطيل العمل بالمصالح الخدمية، ومخالفات البناء، والتعديات على الأراضي الزراعية والمرافق وأملاك الدولة، والتخلص من المخلفات الصلبة ونظافة الشوارع والميادين».

أما المحور الثاني فيحمل عنوان «إدارة محلية تتحرك من أجل المواطن»، وهو يرتكز حسب توضيح وزير التنمية المحلية على الرد على الاستفسارات، والمقترحات المقدمة من المواطنين من خلال «المنصة» المتكاملة للتواصل مع المواطنين، وذلك عبر وجود آلية دائمة لإدارة المبادرة على كل المستويات المحلية، ومن خلال تخصيص فريق تنفيذي يتم اختياره وتأهيله وتشغيله، ليكون بمثابة غرفة العمليات الدائمة على كل المستويات المحلية، يتم من خلالها التعامل مع الشكاوى الواردة أولاً بأول، عبر إحالة الشكاوى فوراً للجهات المختصة، ومتابعة ومعالجة الشكاوى خلال المدد المحددة، والتواصل مع أصحاب الشكاوى والبلاغات لإفادتهم بما تم بصدد شكاواهم.