احتضنت قاعة سينما "الريف" بمدينة طنجة، مساء الأحد، العرض الأول لشريط "حب الرمان" لمخرجه عبد الله تكونة، المعروف بفركوس، ليدخل بذلك الفيلم الأمازيغي غمار المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة للدورة ال15 للمهرجان الوطني للفيلم التي تستضيفها مدينة البوغاز من 07 إلى 15 فبراير الجاري. ويتطرق الفيلم لسلبية الآخر في تعامله مع عدد من المواقف الاجتماعية التي تحتاج التفهم والمساعدة، أو، على الأقل، عدم التدخل، وذلك من خلال تجربة "شيرين"، فتاة في نهاية عقدها الثالث ترمي بها ظروفها الاجتماعية إلى دروب الدعارة التي سلكتها على مضض، إلى أن وجدت طوق النجاة في قلب رجل تفهم وضعها وبادلها حبا وعطفا صادقا وسعى لانتشالها مما هي فيه، لكن تدخل الآخر (العائلة والأصدقاء والمعارف) وسلبيته القاسية حالا دون ذلك. شيرين، يتيمة الأم ووحيدة أب مريض مغلوب على أمره بسبب جبروت الزوجة الثانية، اصطدمت بواقع "الماضي الأسود" الذي ذكرها به وبدد به أملها في النجاة، هذا الآخر، المنغمس في الرذيلة والنفاق والذي لا يتورع عن الظهور، مع ذلك، في "صورة ملائكية" أمام المجتمع. وقد استعان عبد الله فركوس، الذي لعب دورا ثانويا في هذا الفيلم، بمواهب ثلة من الممثلين والممثلات من أصول أمازيغية لإخراج هذا العمل السينمائي إلى الوجود، بينهم الفنانة فاطمة تيحيحيت وطارق بخاري وحنان بلحسين وزينب سمايكي وزاهية الزاهري وعبد اللطيف شوقي وعبد الرزاق الزيتوني. وقد خاض فركوس من خلال "حب الرمان" الذي تصل مدته 110 دقائق، ثاني تجربة له في ميدان الإخراج ككل وإخراج الفيلم الطويل تحديدا، بعد شريطه الأمازيغي أيضا "سوينكم". وصرح عبد الله فركوس لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يتوخى من خلال أعماله توجيه رسائل ذات طابع اجتماعي من خلال تناول قضايا تلامس شرائح واسعة. وكشف فركوس أنه يتطلع لإنجاز فيلمه الكوميدي الجديد بالدارجة المغربية "الفروج"، لتجديد التواصل مع جمهور يجده أكثر في خانة العمل الساخر. يشار إلى أن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل بالدورة الحالية لمهرجان طنجة تعرف مشاركة 22 فيلما، بينها ثلاثة أفلام أمازيغية وهي، إلى جانب "حب الرمان"، "تاونزا" لمليكة المنوك، و"أراي الظلمة" لأحمد بايدو.