يُنظم المعهد الوطني للبريد والمواصلات(معهد عمومي للمهندسين) في العاصمة المغربية الرباط، عرضًا للفيلم الشهير "تنغير بيت لحم..أصداء الملاح" بحضور مخرجه المغربي، كمال هشكار، الثلاثاء 17 كانون الأول/ديسمبر، في مقر المعهد، السابعة والنصف مساءً. ورعت المُبادرة جمعية شؤون الطلبة المهندسين بالمعهد، وجاءت لتذكير الجمهور الشاب، بالفيلم الوثائقي الذي أثار موجة من الانتقادات بعد عرضه في المغرب وخارجه، كونه لمس جانبًا من جوانب الصراع العربي الإسرائيلي، اعتبرها البعض تمييزية في المعالجة والانتقاء، إضافة إلى إدراجه لأراء مؤرخين يهود دون نظرائهم المغاربة. وتناولت الدقائق الأربعة والخمسون للفيلم، تفاصيل هجرة اليهود المغاربة من منطقة تنغير الأمازيغيّة إلى "إسرائيل"، منتصف القرن الماضي، هروبًا من الحركة الوطنيّة المغربيّة المناهضة للاستعمار آنذاك، وهو ما أثار حفيظة النقاد العرب، وكذا الحركات الداعمة للقضية الفلسطينية، كون الفيلم تحدث عن هجرة اليهود المغاربة، دون أن يذكر اسم فلسطين رغم أنه ذكر اسم القدس، مما يرسخ ضمنيًا أنّ القدس عاصمة لإسرائيل، حسب المنتقدين، كما عارضه المجتمع المدني في مدينتي تنغير وتنجداد جنوب المغرب. ويطير الفيلم بالمشاهد إلى تنغير مرة أخرى، لاسترجاع تفاصيل عن اليهود أثناء إقامتهم في المدينة، كمساندتهم للمسلمين في حروبهم، والعلاقة السلميّة التي كانت تربطهم بجيرانهم، وطقوس الصلاة لديهم، وبعدها إلى "إسرائيل" لاستكمال تفاصيل أخرى،  بعد نكبة 1948، ويرصُد عنصرية يهود إسرائيل تجاه اليهود المغاربة المُرحّلين، كونهم إسرائيليون من الدرجة السفلى، خصوصًا في بداية استقراهم هناك.