لانه لا يرتاح لاداء الادوار السهلة ولا يستسيغها، بذل جهداً مضاعفاً في فيلمه السينمائي الاحدث "الحرامي والعبيط". يجسد في العمل شخصية الرجل الساذج (العبيط) الذي يعيش على هامش الدنيا وبعيداً عن الاحداث في عالم خاص. يشاركه كل من الفنان خالد الصاوي والكاتب احمد عبد الله، الامر الذي القى على كاهله اعباء ثقيلة. ولعله حصد استيعابه لهذه المسؤولية وخطورة الدور الذي يتقمصه على الشاشة الكبيرة، نجاحاً ملحوظاً لهذا العمل. واثنى النقاد والمشاهدون على جودة الفيلم بشكل عام واداء صالح بشكل خاص. وكان صالح علق على مشاركته في العمل، في احاديث صحافية متعددة، قائلاً انه شعر بالخوف في بادئ الامر، واضطر نتيجة لذلك الى تأجيل التصوير ثلاث مرات متتالية ليستعيد توازنه ويخلع عنه رداء الرهبة. اضاف انه اصعب ما واجهه اثناء التصوير، تلك المرحلة الانتقالية من رجل سوي الى رجل عبيد أصيب بالجنون. شخصية مركبة، معقدة، تذهب في احاسيسها الى حالات متطرفة، يقول صالح. من اجل ذلك، كان عليه ان يتابع تعرجات هذا الدور في دقائقه وفي انحرافاته حتى لا يشت عنه. واقتضى ذلك ان يلجأ الى التعبير بالجسد، فالعبيط الذي لا يتقن التعبير بالكلام، يعوض ذلك بلغة اليدين والوجه والعينين. ويؤكد ان هذا المنحى تطلب منه جهداً كبيراً للغاية، خصوصا وانه لم يسبق له ان تعايش مع شخصية كهذه من قبل. ورأى ان منافسة من أي نوع كانت لم تنشأ بينه وبين زميله في العمل خالد الصاوي. كان التنافس بينهما على قاعدة قيام كل منهما بتقديم الشخصية التي يؤديها على الافضل نظراً الى الطبيعة الصعبة والسيكولوجية لشخصيتي الحرامي والعبيط. وقال ان وجودهما معاً في عمل سينمائي واحد دفعهما الى اعطاء افضل ما عندهما لانجاح الفيلم في مرحلة متعثرة تمر فيها السينما المصرية والعربية بشكل عام. من ناحيته، يصور صالح حالياً مسلسلاً تلفزيونياً جديداً بعنوان "فرعون"، دلالة على ان كل من يمارس الظلم والافتراء هو فرعون في هذا الزمن الذي انحسرت فيه القيم الاجتماعية والانسانية. ومن المتوقع ان تعرض هذه الدراما الاجتماعية السياسية المشوقة على الشاشة الرمضانية في شهر تموز يوليو المقبل.