يناقش الفيلم السعودي "أبي" الآثار السلبية لزواج الخليجيين المؤقت (زواج المسيار) في اندونيسيا والذي أدى لنشوء جيل جديد يعيش في الملاجئ دون معرفة والديه. وحقق الفيلم مركزاً متقدماً في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية القصيرة الذي أُقيم مؤخرا في الدوحة، حسب صحيفة "الوطن" السعودية.ويقول حسين الشريف منتج الفيلم القصير (14 دقيقة) إنه يرصد "ظاهرة زواج الخليجيين في إندونيسيا أثناء سفرهم هناك وما تسفر عنه من إنجاب أبناء يعانون الأمرّين بعد عودة آبائهم إلى بلادهم، تاركين أسرهم للضياع".وتم تصوير الفيلم في اندونيسيا، حيث يؤدي دور البطولة الفنان سلطان المزيد وأربعة أطفال، وقام بإخراجه محمد السلولي بعد ستة أشهر من التحضير.وعاش بطل الفيلم 10 سنوات في اندونيسيا واطّلع على حالات زواج كثيرة لخليجيين من إندونيسيات، والتقى خلالها عشرات الأطفال الذين يعود نسبهم إلى آباء خليجيين من الفئات الميسورة، فيما يعاني أطفالهم الفقر والعوز داخل الملاجئ.وأكّد الشريف أن القضية متشعبة الأسباب ومستمرة وتحتاج إلى حل عاجل، مشيرا إلى أنها تؤدي لولادة أطفال يعانون التشرّد والضياع بعد هروب الآباء الباحثين عن المتعة العابرة إلى بلادهم.ويثير زواج "المسيار" المنتشر بشكل خاص في السعودية جدلا كبيرا داخل وخارج البلاد، بسبب شروطه المجحفة جدا بحق المرأة التي تتنازل عن حقها في المسكن والنفقة مقابل علاقة عبارة قد تستمر لأيام أو أشهر.يرى المراقبون أن هذا النوع من الزواج الذي يروج له بعض الدعاة ترك آثارا اجتماعية كارثية في عدد من الدول العربية، ويصفه البعض بأنه "تشريع للاغتصاب باسم القانون"، مشيرين إلى أنه خلف مئات العائلات المفككة في العالم العربي.وقال الشريف "قد تثمر العلاقات المحرّمة التي تجمع الخليجيين بخادماتهم الإندونيسيات عن أطفالٍ لقطاء لا يجدون مأوى لهم بعد إنجابهم سوى الملاجئ، بعد عودة آبائهم إلى بلادهم، وعدم قدرة أمهاتهم على الإنفاق عليهم ورعايتهم".وحذّر من استمرار المشكلة، متمنياً أن يطلق الفيلم إشارة إنذار إلى والمسؤولين في دول الخليج لمحاولة إيجاد حل للمشكلة.