بعد أكثر من ستين عاما من المجد تعود شخصية الجنرال الألماني الشهير أرفين روميل، المعروف "بثعلب الصحراء" لتكون مادة فيلم وثائقي نقدي يسلط الضوء على تلك الشخصية التي كانت تقف بين الطاعة لهتلر والعصيان عليه. يصور فيلم جديد أرفين روميل، المارشال الألماني الشهير في الحرب العالمية الثانية الذي عرف باسم "ثعلب الصحراء" لبراعته العسكرية، رجلا ضعيفا مقسما بين ولائه للزعيم النازي هتلر وإدراكه، بعد فوات الأوان، بأنه يخدم شيطانا. وأغضب الفيلم الذي عرضه التلفزيون الألماني الأول (ARD) يومالخميس (الأول من تشرين الأول/ نوفمبر) ابن روميل وحفيدته اللذين يعتقدان أن الفيلم يضعف من دورروميل في مقاومة هتلر. وكان روميل اضطر إلى الانتحار عام 1944 بعد أن شك هتلر بوجود صلة بين جنراله المقرب ومنفذي خطة يوليو/ تموز 1944 لاغتياله، وان اختلف المؤرخون حول مدى قرب روميل من خطة الاغتيال الفاشلة للزعيم النازي. وصور الإعلام النازي روميل على أنه قائد عسكري عبقري بعد هجومه الناجح والجريء ضد الحلفاء في شمال أفريقيا من عام 1941 حتى أواخر عام 1942 حين تعرض فيلقه الأفريقي للهزيمة في العلمين، وهي المعركة التي احتفل المحاربون القدماء البريطانيون ودول الكومنولث بذكراها السبعين في لندن الأسبوع الماضي. ويقال إن رئيس الوزراء البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، ونستون تشرتشل، امتدح روميل ووصفه بأنه "رجل عظيم". كما ارتفعت مكانة روميل بين أعدائه بسبب معاملته الإنسانية للأسرى، وهي سمعة لم يتمتع بها قادة الجيش النازي في مناطق أخرى من الحرب، خصوصا على الجبهة الشرقية فوق الأراضي الروسية. وفي عام 1944 وأثناء محاولته الدفاع عن جبهة جيشه في شمال غرب فرنسا في منطقة النورماندي، حيث بدأت قوات الحلفاء غزوها لفرنسا وتحريرها من النازيين، أدرك روميل أن ألمانيا قد خسرت الحرب وفقد ثقته في النصر في المعركة المقبلة. ورغم صلته ببعض العسكريين في الجيش الألماني الذين كانوا يخططون لاغتيال هتلر، إلا أنه لم يشارك بأي شكل من الأشكال في المؤامرة الفاشلة لإسقاط الدكتاتور النازي والتي نفذت في العشرين من تموز/ يوليو من عام 1944 وباءت بالفشل. وقال نيكو هوفمان، منتج الفيلم، إن فكرة الفيلم تتمحور حول " إزالة كل زيف من حول روميل وشخصيته الأسطورية". وأضاف المنتج "هناك الكثير من الأشياء غير المؤكدة تحيط بأسطورة روميل. فهو بالنسبة للبعض جندي شجاع ذو كبرياء، و هو ببراعة ثعلب الصحراء". لكن البعض لا يعرف أنه انتحر تحت ضغط من هتلر. ويعتقد آخرون أنه هلك في الحرب. إلى جانب وجود أسئلة كثيرة عن مدى قربه من المقاومة." من جانبه وصف مخرج الفيلم، نيكي شتاين، روميل بأنه "رجل ضعيف" أختار أن يشيح ببصره بعيدا ويغض الطرف عما يقوم به نظام هتلر النازي. فيما يرى الكثير من المؤرخين أن روميل كان يخدم في الأساس طموحه الشخصي في التقدم في حياته المهنية كعسكري. يشار إلى أن أسرة روميل شجبت الفيلم الذي كلف إنتاجه ستة ملايين يورو، ووصفته بأنه مجموعة من الأكاذيب.