كشفت دراسة حديثة عن أن "نوم السيدات الحوامل على ظهرن، يجعلهن أكثر عرضة للإجهاض أو لوفاة الأجنة قبل الولادة". كانت الدراسة قد أُجريت على عينة من السيدات الحوامل في غانا، لتكشف النقاب عن بعض الحقائق الطبية المهمة، على رأسها أن السيدات الحوامل اللاتي ينمن على ظهورهن، يكن أكثر عرضة لخطر الإجهاض وموت الأجنة بخمس مرات، مقارنةً بمن ينمن على أحد الجانبين. وتوصل الباحثون أيضًا إلى أنه "من الممكن تفادي ربع حالات الإجهاض وموت الأجنة، إذا أقلعت السيدات الحوامل عن النوم على الظهر". وكانت الدراسة قد رصدت عددًا يتراوح ما بين 20 و50 جنينًا يلقون حتفهم بين كل 1000 جنين بسبب النوم على الظهر مقارنةً بـ 3.5% من الأجنة يموتون في بريطانيا للسبب نفسه. كما أشارت نتائج بحث أجري في نيوزلندا إلى أن "حالات الإجهاض وموت الأجنة قبل الولادة بسبب النوم على الظهر غير قاصر على المجتمعات النامية والمتخلفة فقط، إذ تنتشر هذه الظاهرة في المجتمعات الأكثر ثراءً وتحضرًا أيضًا". وكانت دراسة أسترالية سابقة قد أكدت أن "نوم الحوامل على الظهر يزيد من خطر التعرض للإجهاض". اعتمدت هذه الدراسة بعنوان "دراسة الإجهاض في سيدني" على دراسة 295 سيدة حامل من مختلف مستشفيات أستراليا، وهي الدراسة التي أكدت نتائجها أن "النساء الحوامل اللاتي يستلقين على الظهر أثناء النوم، يكن عرضة للإجهاض أكثر من النساء اللاتي تستلقين على الجانب الأيسر". وأكدت الدراسة أن "خطر الإجهاض يزداد بواقع ست مرات بالنسبة للنساء اللاتي تفضلن النوم على الظهر وفقًا لما لأدريان جوردون المشرف على الفريق البحثي الذي أعد هذه الدراسة في مستشفى الأمير ألفريد الملكي في أستراليا". وأشار جوردون إلى أن "الاستلقاء على الظهر لفترات طويلة من شأنه أن يعيق تدفق الدم إلى الجنين". وأوضحت الدراسة أن "النوم على الظهر أو الجانب الأيمن يؤديان إلى قصور في تدفق الدم من الوريد الرئيسي للأرجل إلى القلب، مما يؤثر على وصول الدم بشكل طبيعي للجنين. وعلى الرغم من ذلك، لا ينبغي أن تنزعج السيدات الحوامل إذا ما نمن على الظهر لبعض الوقت، إذ يتطلب الأثر السلبي على الجنين جراء النوم على الظهر النوم وقتًا طويلًا بهذه الوضعية حتى يحدث". وذكر خبراء أن "السيدات الحوامل غالبًا ما ينمن بشكل فطري على الجانب الأيسر، إذ يجدن راحة بشكل طبيعي في هذه الوضعية". جدير بالذكر أن ولادة الطفل ميتًا هي المصطلح الذي يشير إلى ولادة الطفل بعد 24 أسبوعًا من الحمل، بينما تسمى ولادة الطفل ميتًا قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل بالإجهاض المتأخر. وتشهد المملكة المتحدة 4000 حالة من ولادة الأطفال ميتين سنويًا، أي 11 حالة يوميًا، مما يجعل عدد هذه الحالات يفوق عدد حالات الموت السريري. يُذكر أن نصف حالات ميلاد الجنين الميت لا ينجح العلماء في التوصل إلى الأسباب الحقيقية لها، بينما ترجع 10% من تلك الحالات إلى عيوب خلقية وأسباب تتعلق بصحة الأم، وأخرى تتعلق بمشكلات في المشيمة تحول من دون وصول الدم بشكل طبيعي إلى الجنين. ومما يميز هذه الدراسة أنها ركزت على نساء حوامل في الأسبوع الـ 32 وما بعده مع تجاهل حالات الحمل قبل هذا الأسبوع، مما يجعلها دراسة فريدة، إذ تتركز معظم حالات ولادة الجنين الميت في هذا الأسبوع والأسابيع التي تليه. كما أن 40% من تلك حالات تحدث في الأسبوع الـ 32 من الحمل على الرغم من الحالة الصحية الجيدة للأم الحامل والجنين، وهو ما لم يصل العلماء إلى تفسير له بعد. وهناك عدة عوامل تتدخل في إمكان التعرض لخطر ولادة الجنين الميت، منها معدل حركة الجنين على مدار فترة الحمل وحجم الطفل، إضافة إلى الوضعية التي تنام عليها الأم الحامل، وهو موضوع الدراسة الحالية. وعلى الرغم من النتائج التي توصلت إليها الدراسة، لكنه يؤخذ عليها قلة عدد السيدات الحوامل المكونات لعينة الدراسة، مما يضر بدرجة دقة النتائج، وهو ما يلقي الضوء على أهمية التوسع في الأبحاث الخاصة بولادة الأطفال ميتين، وهو الأمر الذي يقع