المشروبات الغازية

وفقاً لدراسة نشرتها صحيفة لو فيغارو الفرنسية، لقد أصبح مؤكّداً أنّ نسبة السكر العالية التي تدخل في صنع المشروبات الغازية تشكّل مصدراً هاماً لظهور مشاكل صحية عديدة مثل زيادة الوزن، ومرض السكري، وأمراض القلب والشرايين، وشيخوخة خلايا الجسم.

وقد صرّح الدكتور باتريك سيروغ، طبيب معالج لأمراض التغذية في باريس، أن استهلاك كمية صغيرة من هذه المشروبات لا يُعتبر مشكلة حتى لأولئك الذين يتّبعون نظاماً غذائياً صارماً. ولكن، فإن خطرها الحقيقي يتبيّن عندما نبدأ باستهلاك جرعات كبيرة منها. ذلك لأن الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية يزيد من خطر زيادة الوزن والسمنة، بالإضافة إلى خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري. ويعود هذا الأمر إلى حقيقة أن السكريات تتحوّل في الجسم إلى دهون ثلاثية (جزيئات من فئة الدهون). وعندما تتراكم في الجسم، يتم تخزين هذه الدهون الثلاثية في الخلايا الدهنية وبصورة أساسية في منطقة البطن. بالتالي، يظهر معها خطر زيادة الوزن.
من ناحية ثانية، فإنّ هذه المشروبات الغازية اللذيذة توقظ فينا الشعور بالجوع. فهذه “السعرات الحرارية الفارغة” تعمل على رفع مستوى الأنسولين في الدم وهذا ما يؤدي إلى شعورنا بالجوع. 

أضف إلى ذلك مسألة الإدمان على السكر التي تتفاقم مع استهلاكنا المتزايد لهذه المنتجات. بالإضافة إلى تعزيزها لخطر السمنة ومرض السكري وأمراض القلب والشرايين، فإنّ المشروبات الغازية تخفي أيضاً مخاطر أخرى بسبب ارتفاع محتواها من حمض الفوسفوريك الذي يزيد من خطر فقدان الأملاح المعدنية في العظام. فالفوسفور الزائد له تأثير على خفض قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم. وهذا ما يؤدي إلى الإضرار بالأسنان ويتسبّب في تآكل المينا وفي تسوّس الأسنان. 

أخيراً، فقد بيّنت دراسة نشرتها المجلة الأمريكية “American Journal of Public Health” أن الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية يمكن أيضاً أن يسرّع من شيخوخة خلايا الجسم.