ضعف البصر

يعد الخرف حالياً سابع أكثر الأسباب شيوعاً وراء الوفيات في جميع أنحاء العالم، كما أنه أحد الأسباب الرئيسية لحدوث الإعاقات وحاجة المسنين إلى الرعاية. وقد أثبت دواء آخر طال انتظاره لمرض «ألزهايمر»، وهو كرينيزوماب، أنه غير فعال في التجارب السريرية، الأمر الذي تسبب في خيبة أمل كبيرة للكثير من العلماء وخبراء الصحة، وفقاً لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

ويجادل الخبراء بأن الوقت قد حان لتحويل انتباهنا إلى نهج مختلف عن اختراع أدوية جديدة مضادة للمرض، يتمثل في التركيز على القضاء على أهم عوامل الخطر التي قد تؤدي للمرض، مثل ارتفاع ضغط الدم وفقدان السمع والتدخين والسمنة والاكتئاب وقلة النشاط البدني ومرض السكري وانخفاض مستويات التواصل الاجتماعي.

 بالإضافة إلى ذلك، فقد كشفت دراسة جديدة عن عامل خطر جديد قالت إنه يسهم بشكل كبير في الإصابة بالخرف، وهو ضعف البصر.

ولفتت الدراسة التي نُشرت مؤخراً في مجلة «جاما نيورولوجي»، والتي اعتمدت على مراجعة وتحليل مئات الأبحاث السابقة المتعلقة بالخرف، إلى أن نحو 62 في المائة من حالات الخرف الحالية كان من الممكن الوقاية منها عبر القضاء على عوامل الخطر بشكل عام، وأن 1.8 في المائة من هذه الحالات (أي نحو 100 ألف حالة) كان من الممكن منعها من خلال علاج ضعف البصر.

ورغم أن هذه نسبة صغيرة إلى حد ما، فإنها تمثل حلاً سهلاً نسبياً، وفقاً لما أكده الدكتور جوشوا إرليش، طبيب العيون وباحث صحة السكان في جامعة ميشيغان والمؤلف الرئيسي للدراسة.

وأشار إرليش إلى أن فحوصات العين ووصفات النظارات الطبية وجراحة إعتام عدسة العين تعتبر تدخلات غير مكلفة نسبياً ويمكن لأي شخص الوصول إليها، مضيفاً أنه «على الصعيد العالمي، يمكن تجنب 80 إلى 90 في المائة من ضعف البصر والعمى من خلال الاكتشاف المبكر والعلاج».

وأرجعت الدراسة الجديدة هذه العلاقة بين ضعف البصر والخرف إلى حقيقة تأثير مشاكل العين على وظيفة الجهاز العصبي. وكتب الباحثون في نتائج الدراسة: «يحافظ الجهاز العصبي على وظيفته من خلال التحفيز من الأعضاء الحسية. وبدون هذا التحفيز، سيحدث موت للخلايا العصبية ومشاكل عقلية». وأضافوا: «يمكن أن يؤثر فقدان البصر أيضاً على الإدراك من خلال الحد من مشاركة كبار السن في النشاط البدني والاجتماعي. فعلى سبيل المثال إذا لم تتمكن من رؤية بطاقات اللعب بشكل جيد، فستتوقف عن اللعب مع الأصدقاء، وإذا لم تستطع رؤية الحروف جيداً فستتوقف عن القراءة».

وتأتي هذه الدراسة بعد أسبوع من نشر أخرى أجراها باحثون في جامعة بكين كشفت أن كبار السن الذين يعانون من حالات بصرية غير معالجة أكثر عرضة للإصابة بالخرف، إلا أنها أشارت إلى أن الأسباب الكامنة وراء ذلك «لا تزال غير واضحة».ويتوقع خبراء الصحة إصابة 153 مليون شخص في أنحاء العالم بالخرف بحلول عام 2050. وهي زيادة تقترب من ثلاثة أضعاف عدد الحالات بالمقارنة مع عام 2019.

قـــــــــد يهمك أيضا

اكتشاف جزيء من السكر قد يمنع الإصابة بمرض ألزهايمر

:تحذيرات من أن القيلولة قد تكون مؤشرًا مبكرًا للإصابة بالخرف وألزهايمر