يفتتح الدكتور صلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، معرضاً استيعادياً لأعمال الفنان الراحل العظيم منير كنعان، والذى سيضم ضمن معروضاته أعمالاً تُعرض لأول مرة من مقتنيات الأسرة بحضور الكاتبة سناء البيسى، زوجة الفنان ونجله هشام، وذلك فى تمام الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء، الخامس عشر من يناير2013، بقاعة أبعاد (متحف الفن المصرى الحديث بالأوبرا). يُعد منير كنعان (1919– 1999) أحد رواد الحركة الفنية المعاصرة فى مصر، ارتبط اسمه بمجلة "آخر ساعة"، حيث قضى نصف قرن من عمره مخرجاً فنياً ورساماً لأغلفتها ورسومها الداخلية، ومطوراً للإخراج الفنى لصفحاتها، مؤسساً مدرسته الخاصة فى الإخراج الصحفى، والتى اعتبرت ثورة فى تصميم أغلفة المجلات العربية مازجاً فيها بين القيم التشكيلية بمذاهبها الفنية الحديثة، وتصميم الغلاف الصحفى. كان كنعان رساماً قديراً عالماً بأصول صنعته، وقد اجتاز الطريق من البعدية إلى المنظور، إلى التجسيم الوهمى، إلى النسب الفضائية، إلى النسيج المساحى لبنايات العناصر، مُستخدماً كافة خامات التلوين حتى بلغ قدراً جاوز فيه الأكاديميين أنفسهم، مُنتجاً مئات اللوحات التى فجرت عجينته الأخاذة، الغنية بالتنوع والتضاد وبإعادة صياغة جماليات السطح، كانت تجربته الهامة تلك هى إجابة جديدة فى الموجة التجريدية التعبيرية، التى عشقها فى الأربعينيات، وكان الحس الفنى عنده هو حالة متصوفة، وهى هكذا سرعان ما تُلقى بغايتها حين تنتج فى ثناياها متعة العقل وأثر المعرفة. إن فضل كنعان الأول يعود إلى عناده الذى لم يتوقف فى تحرير الفن من حالة الماضى، وفى بث الجسارة والإطاحة والطموح، وكسر الدوائر المُغلقة ونبذ الخوف، وبذلك فتح الباب على مصراعيه لتلك المواهب المؤهلة لدورها فى حركة الفن المصرى، حتى تأخذ أهبتها، وتبدأ مشقة الصراع بحثاً عن المستقبل، وتؤرخ أعماله التجريدية التعبيرية بداية من ١٩٤٣ – ١٩٤4 وإنجاز أول لوحة تجريدية فى عام ١٩٤٥ ليعرضها فى بينالى ساوباولو بالبرازيل فى ذلك الوقت، واستمر يصقل من دراسته فى الطبيعة ومن خلال الموديل مع التجارب الفنية، التى تدل على أُستاذيته، وخلال مشواره الفنى طافت معارضه الفنية مصر والعالم، وفى عام ١٩٩٧ حصل الفنان على جائزة الدولة التقديرية، وهو صاحب الجائزة الذهبية فى أول بينالى عربى، ويوجد له بمتحف الفن المصرى الحديث العديد من الأعمال.