جانب من الحدث

شارك سفير دولة فلسطين في القاهرة، جمال الشوبكي، في اليوم التضامني، الذي نظمته الجبهة الوطنية لنساء مصر وفلسطين، واتحاد المرأة الفلسطينية في القاهرة، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في مقر حزب "التجمع" في القاهرة. وحضر اللقاء لفيف من مسؤولي التنظيمات الشعبية في القاهرة، وأمين سر حركة "فتح"، سميح برزق، ورئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية في القاهرة، عبلة الدجاني، ورئيس الحزب الاشتراكي المصري، أحمد بهاء شعبان، ونائب رئيس حزب التجمع، عاطف مغاوري، ورئيس الحزب الناصري، سيد عبد الغني، واتحاد المرأة الفلسطينية، وشخصيات عامة ونقابية وحزبية مصرية.

وأكدت المتحدثة باسم "جبهة النساء" التضامن التام مع الأسرى الأبطال، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأن المقاومة مستمرة من قبل العرب، الذين يعون تمامًا المخططات الاستعمارية المستمرة، التي تريد تدمير الشرق الأوسط، معولة على دور شباب الواعي، والرافض للاستيطان والتهويد، مؤكدة أن الشباب العربي لن يكف عن تسخير سبل المقاومة الشاملة، بكل أشكالها، السياسية و الدبلوماسية، خاصة بتفعيل سلاح المقاطعة الشعبية، حتى تتحرر فلسطين بالكامل، ويعود الحق الفلسطيني لأصحابه.

ومن جهتها، عبرت عبلة الدجاني، رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية، عن سعادتها بهذا الاحتفاء الشعبي بالأسرى الفلسطينيين، مؤكدة أن ذلك يعزز صمودهم، ويجعلهم مستمرين في النضال، وأنهم سيخرجون من المعتقل أكثر صمودًا وقوة، ومهما رغب الاحتلال في وأد عزيمتهم، فلن يتمكن من كسر إرادة صمودهم.

ووجه السفير "الشوبكي" شكره لجمهورية مصر العربية، الحاضن الدائم للقضية الفلسطينية، ولاسيما حزب "التجمع"، ولجنة نساء مصر وفلسطين، المنظمين للاحتفالية، التي تتزامن مع ذكرى حرب السادس من أكتوبر / تشرين الأول المجيدة، التي أعادت للأمة العربية كرامتها، وأثبتت أن الجندي المصري هزم "الجيش الذي لم يقهر"، مؤكدًا أن حالة التضامن مع الأسرى، التي تتنطلق من القاهرة، قلب العروبة، ستثمر رسالتها لاحقًا، وتجبر العدو على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لأن الاحتلال سيوهن براثنه، أمام التكاتف العربي، المدافع عن حقوق أبنائه الأسرى، القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يفرق في أسره بين فلسطيني أو عربي، حتى أضحت الهوية الفلسطينية هي عنوان الهوية النضالية لكل العرب، الذين رفضوا وجود الاحتلال على الأراضي العربية.

وأكد "الشوبكي" أن الأسرى يعدون من أكبر الشرائح الفلسطينية، والتي جسدت معاني التضحية بحريتهم، في سبيل حرية الوطن، مؤكدا أن هناك 7000 أسير يقبعون في سجون الاحتلال، منهم شباب، وأطفال، ونساء، ومسنين، بما يناهض ما تدعو له المواثيق والأعراف الدولية، ضاربًا المثل بتجربة جنوب أفريقيا، والتي تجاوزتها فلسطين بعدد المؤبدات التي تحكم على أكثر من 30 أسيرًا، بمحصله 30 عامًا، بما يتفوق على "مانديلا"، قائلاً: "لم تتوانى إسرائيل عن اعتقال أعضاء المجلس التشريعي، المنتخبين بشكل ديمقراطي، وعلى رأسهم مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات، وأكبر المعمرين المعتقلين فؤاد الشوبكي، ولا تخجل من اعتقال الأطفال القصر، في القدس وضواحيها، وتفرض عليهم إقامة جبرية في المنزل، تحول دون وصول الأطفال إلى مدارسهم، بما يخالف كل الشرائع الدولية، ناهيكم عن حصار قطاع غزة، والذي يعد أكبر معتقل، يقبع فيه مليونا فلسطيني، ما يحول دون ذهابهم إلى عملهم، وسفرهم لاستكمال دراستهم، فضلاً عن الحصار البري والجوي والبحري، حتى على الصيادين.

واختتم قوله بالتأكيد على حرص القيادة الفلسطينية على نصرة حقوق الشعب الفلسطيني، في مختلف المحافل الدولية، بعد أن حصلوا على صفة "عضو مراقب" في الأمم المتحدة، للاستعانة بالمؤسسات الدولية الحقوقية، مؤكدًا أن المعركة معركة وجود حقيقية، وبقاء من عدمه، وصمود لكل فلسطيني، يعيش على الأرض الفلسطينية، ومن أجل بقائه على أرضه، يواجه خطر الموت، وفي ظل التكاتف العربي، سيشعر الفلسطينييون أنهم ليسو وحيدين، وكما انتصر العرب، في تشرين الأول 1973، سينتصرون على إسرائيل، حتى تتحرر الأرض الفلسطينية.

وأكد سميح برزق، أمين سر حركة "فتح"، أن هذه المبادرة تأتي لتعبر عن تلاحم الشعبين المصرى والفلسطيني، وتضامنًا مع من يتحمل المآسي، من أسرى قدموا نموذجًا إبداعيًا جديدًا، متمتعين بعزيمة وإصرار، مؤكدًا أن الاحتلال الصهيوني يعمد إلى إيقاف الناس دون محاكمتهم، وأن الصمود والتحدي والإصرار الفلسطيني مُصِّر على المضي قدمًا، رغم ما تمر به المنطقة العربية من أزمات، لكن الأمل قائم، ويؤكد أن الفلسطينيون طلاب عدل وسلام، ومقاتلون شرفاء، يستميتون دفاعا عن بلادهم.

ودعا أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، الأجيال الجديدة من، المصريين والشباب العربي، إلى شحذ الهمم، والتركيز على القضية الفلسطينية، وعدم السماح بتراجعها، مهما كانت ظروف المنطقة، مقترحًا ضرورة العمل على إعادة تشكيل لجنة وطنية مصرية، لدعم كفاح الشعب الفلسطيني، من الوطنيين المصريين، ومقاطعه البضائع الصهيونية، وتنظيم احتفالات يومية وطنية، لتعرف الناس بالإرث الثقافي الفلسطيني.

وشدد عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، على أنه لا يجوز اعتبار الشعب الفلسطيني زائدة سكانية في المنطقة، أمام كل محاولات اللجوء الفلسطيني، التي تقع على عاتقه بسبب الاحتلال الإسرائيلي، يوما تلو الآخر، داعيًا المؤسسات المصرية، والأحزاب والنقابات، ومؤسسات المجتمع المدني، إلى أن يقوموا بدورهم تجاه فلسطين، وأن يتبنوا رفع شعار "إطلاق سراح الأسرى البواسل"، لتمنح فلسطين المكانة التي تستحقها، في صدر اهتمامات الأمة العربية، مؤكدا أن إسرائيل لا تتوانى في خرق كل المواثيق الدولية، حتى انهم يعتقلون الجثامين كما الأحياء، ويرفضون تسليمها لذويها، تحت دعوى الترويع والتهويل، ولم تتصدى لهم الحركات الحقوقية العالمية.

ودعا سيد عبد الغني، رئيس الحزب العربي الناصري، المحامين العرب، والأحزاب العربية، والفلسطينين، إلى أن يعدوا ملفاتهم ومعلوماتهم اللازمة، لتقديمها للمحاكم الجنائية الدولية، باعتبار أسرى فلسطين "أسرى حرب"، لتحقيق الهدف المنشود، عقب فوز فلسطين بصفة "عضو مراقب" لدى الأمم المتحدة. وعُرض، خلال اللقاء، فيلم "بعيدًا عن الشمس"، للمخرج فايق جرادة ، وقدمت الفنانة عبير صنصور فقرة من الأغاني الوطنية الفلسطينية.