مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام

قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن الأخذ بالرخص في الشرع ليس تفلتا من التكليف ولكن بسبب الانتقال من حكم إلى حكم بسبب الأحوال الطارئة. وأوضح مفتي الجمهورية - فى تصريح له اليوم السبت - أنه وردت الرخص في الشريعة الإسلامية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معاصيه"، ومما ورد من أمثلة في ذلك: الفطر في رمضان لأصحاب الأعذار; كالمريض والمسافر والشيخ الكبير والمرأة الحامل والنفساء والمرضع، ويقاس عليهم أصحاب المهن الشاقة التي يعسر الصوم مع مزاولتها.

وأضاف أن من خصائص الشريعة الإسلامية أنها جاءت لكل المكلفين على اختلاف قدراتهم، ولكن في الوقت ذاته وردت تكاليفها بما هو مقدور للإنسان وفي استطاعته، ولذلك لا نجد تكليفا أو منسكا من عزائم الشريعة إلا وله بديل أو ما نسميه في الفقه وأصوله رخصة لمن عجز عن القيام بشيء من العزيمة، رحمة من الله وتخفيفا على المكلف الذي يعد محور التكاليف الشرعية.

ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن الأحكام الشرعية التي تكتنف صيام شهر رمضان وقيام ليله لتدلنا على ما يمكن أن نطلق عليه مبدأ: "الرفق بذوي الأعذار في حقوق الله لدى العباد" لعل الناس يتخلقون فيما بينهم بتلك الحقيقة القرآنية فيرحم القوي منهم الضعيف، ويعطف الغني على الفقير، ولا يطلب المرء من أخيه ما لم يستطعه، فينتج عن ذلك مجتمع تكتنفه الرحمة ويسود بين جنباته الرفق والمودة.

وشدد على أن المكلف إذا كان يعمل عملا شاقا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة من يعول; ولا يتسنى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره; من حيث كونه محتاجا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة من عليه نفقتهم، كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم، وخاصة من يعملون في الحر الشديد، أو لساعات طويلة، أو أمام الأفران أو السائقين لمسافات طويلة ومرهقة.

وأردف مفتي الجمهورية قائلا "ولكن هؤلاء يجب عليهم تبييت النية من الليل، ولا يفطرون إلا في اليوم الذي يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون هذا العمل الشاق ،الذي يعلمون بالتجربة السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام; تنزيلا للمظنة منزلة المئنة، ويفضل محاولة الصيام وعدم الاضطرار إلى الإفطار إلا بعد الشعور بالمشقة; فالصيام خير إذا كانت هناك قدرة عليه.

وفي رده على سؤال عن حكم إفطار الطلاب الذي يؤثر الصيام على تحصيلهم وتركيزهم ، قال مفتي الجمهورية: يجوز للطلاب المكلفين الإفطار في شهر رمضان، إذا كانوا يتضررون بالصوم فيه، أو يغلب على ظنهم ذلك; بالرسوب أو ضعف المستوى الدراسي، ولم يكن لهم بد من الاستمرار في الدراسة أو المذاكرة أو أداء الامتحان في رمضان، بحيث لو استمروا صائمين مع ذلك لضعفوا عن مذاكرتهم وأداء امتحاناتهم التي لا بد لهم منها، فيجوز لهم الفطر في الأيام التي يحتاجون فيها للمذاكرة أو أداء الامتحانات احتياجا لا بد منه، وعليهم قضاء ما أفطروه بعد رمضان عند زوال العذر، بحيث ينوون الصيام ولا يفطرون إلا إذا وقع الضرر الذي يمنع من التحصيل أو الامتحان كالإغماء مثلا أو غيره. واختتم مفتي الجمهورية تصريحاته بقوله: إن كل إنسان مكلف حسيب نفسه في ذلك، وهو أمين على دينه وضميره في معرفة مدى انطباق الرخصة عليه وتقدير الضرورة التي تسوغ له الإفطار

قد يهمك ايضا

الدكتور شوقي علام يهنئ الرئيس بذكرى تحرير طابا

شوقي علام يؤكد القضية الفلسطينية لا زالت القضية المحورية للعرب والمسلمين