جزر اصطناعية

طوّرت هولندا مجموعة مُكوّنة من خمس جزر في بحيرة "ماركرمير" لإعادة الطبيعة إلى المنطقة، بعد أن أصبحت خالية من الحياة البرية، حيث سيستخدم هذا النظام الطبيعي تقنية مبتكرة لتشكيل الجزر الصغيرة بالطمي، وهي مادة بين الطين والرمل.

وتعد بحيرة "ماركرمير" التي تبلغ مساحتها 700 كلم مربع، واحدة من أكبر بحيرات المياه العذبة في أوروبا، وتستخدم كمخزن وحاجز ضد مياه الفيضانات والجفاف، ولكن على مدار العقود القليلة الماضية، تعرّض النظام البيئي في المنطقة لتغيرات كبيرة عقب إقامة سد يفصل البحيرة عن مجرى "إيسلمير" المائي المجاور، كما أن الرواسب التي كانت تحملها التيارات المائية بدأت تنزل إلى قعر البحيرة، ما يعكّر نقاوة المياه ويقلص أعداد الأسماك والطيور مقارنة بالنباتات والرخويات، وهذا ما ملأ الماء بالرواسب وأصبح غائما وغير صالح للعيش للحياة المائية، ولمجموعة من الطيور والنباتات والرخويات.

ويقول حارس الغابات، أندريه دونيكر، إن المشروع الهندسي سيكون واحدا من أكبر عمليات إعادة الثروة الطبيعية في أوروبا. وتشرف على استكمال المشروع منظمة هولندية غير حكومية تدعى "Natuurmonumenten"، تركز أعمالها على الحفاظ على الطبيعة، علما أن الجزر الصناعية ستكلف نحو 60 مليون يورو، معظمها تم التبرع بها من قبل المواطنين.

وتمتلك الجزيرة الرئيسة ضمن الجزر الخمسة منازل لحراس الجزيرة ومراصد خشبية للطيور، وجسور مشاة خشبية فوق بركة في وسط أراض تضم أنواعا مختلفة من النباتات، وهي مفتوحة للعموم، بينما تظل الجزر الأربع الأخرى حصرية للحياة البرية والنباتات.

وبدوره، قال رئيس المشروع، جيروين فان دير كلوستر، إن بناء جزيرة بالرمال يعد تقنية شائعة تستخدم في جميع أنحاء العالم، ولكن استخدام الطمي في هذا المشروع فريد من نوعه.

ويعد هذا المشروع من بين العديد من الخطط التي تعمل عليها هولندا، التي تعد واحدة من أكثر الدول عرضة للتأثر بالتغير المناخي، وبنيت الجزر الخمس خلال سنتين ونصف، حيث استخدمت بالفعل لحماية نحو 30 ألف طير من السنونو هذا العام، ووفقا للخبراء فإنها أصبحت في الآونة الأخيرة مكانا لـ127 نوعا من النباتات، جلب معظمها بواسطة البذور التي تحملها الرياح.