تظاهر المئات من طلاب الحركات الثورية في الجامعات المصرية، الأحد، احتجاجًا على تبرئة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي، و6 من مساعديه، تزامنًا مع تظاهرات نظمها طلاب تنظيم "الإخوان"، رددوا خلالها هتافات ضد الجيش والشرطة والقضاء، مطالبينا بالإفراج عن زملائهم المحبوسين وعودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى الحكم.
ففي جامعة القاهرة، نظم العشرات من طلاب "الإخوان" مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام كلية دار العلوم للتنديد ببراءة الرئيس الأسبق مبارك، وأشعلوا الألعاب النارية خلال التظاهرات، مرددين هتافات مسيئة للجيش والشرطة والقضاء، كما نظموا وقفة أخرى داخل حرم كلية طب قصر العينى، للتنديد بأحكام البراءة، وللمطالبة بالإفراج عن المحبوسين وعودة الرئيس المعزول محمد مرسى، ارتدى المشاركون خلالها الشارات السوداء للتعبير عن حزنهم، وأنهوا تظاهرهم بعد وصول عدد من التشكيلات الأمنية لمحيط الكلية. وشهد منفذ "مترو جامعة القاهرة"، قيام طلاب تنظيم "الإخوان" بتكسير أرصفة الحرم الجامعي، ورشق أفراد الأمن والضباط المتمركزين عند البوابات بالحجارة، مما تسبب في إغلاق منفذ المترو نهائياً.
زانطلقت مسيرة احتجاجية نظمها العشرات من طلاب الحركات الثورية والطلابية من أمام سلم كلية العلوم، طافت أرجاء الحرم الجامعي، وذلك للتعبير عن رفضهم لبراءة مبارك، مرددين هتافات ضد الشرطة والنظام الحالي.
وتوحدت مسيرتا طلاب "الإخوان" والحركات الثورية، عند وصولهما إلى مبنى القبة، مرددينهتافات مناهضة للجيش والشرطة والنظام القديم، فيما شهدت الشوارع المحيطة بالحرم الجامعي تمركز عدد من تشكيلات الجيش، حيث تمركزت مدرعتان بالقرب من تمثال النهضة على مداخل الميدان، ومدرعة بالقرب من مدخل حديقة "الأورمان،" كما دفعت قوات الأمن بعدد من آلياتها في الشوارع الجانبية المحيطة، لمشاركة قوات الجيش في عملية التأمين والسيطرة على الأوضاع.
وفي جامعة الأزهر، نظم طلاب اﻹخوان مظاهرات في فرعي  الجامعة في الدراسة ومدينة نصر، مرددين هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام"، ورافعين لافتات "يسقط حكم العسكر"، كما طالب المتظاهرون بـ"حقوق الشهداء واﻹعدام لمبارك"، ودخلت الشرطة الحرم الجامعي لفض تظاهرات "الإخوان" في فرعي البنين والبنات.
وأشار مصدر في اﻷمن اﻹدارى إلى "مصر اليوم"، إلى أنه تم توقيف 4 طلاب، 3 منهم من من فرع الدراسة، وآخر كان يوزع منشورات في فرع مدينة نصر، كما تم توقيف 4 آخرين أثناء تنظيم تظاهرتين في كلية هندسة.
ونظمت طالبات "اﻹخوان" تظاهرة أمام "كافتيريا" الجامعة، رفعن خلالها لافتات تطالب بإسقاط النظام، ودخلت قوات الشرطة الحرم وفرّقت المتظاهرات سريعاً، ثم تجمعت طالبات الجماعة في ميدان النافورة في شارع مصطفي النحاس، وقطعن الطريق وأشعلن إطارات السيارات، وأنهيت المظاهرة فور وصول مدرعات الشرطة.
ونفى الدكتور عبدالحى عزب، رئيس جامعة الأزهر في تصريحات صحافية له الأحد، ما تناولته بعض وسائل الإعلام من تجميد الدراسة في كليات الجامعة بفي لقاهرة والأقاليم، مؤكداً أن الدراسة منتظمة بنسبة 95% في الكليات كلها، مشيراً إلى أن امتحانات نصف العام ستجرى في موعدها 4 كانون الثاني/يناير المقبل.
وفي جامعة حلوان، وقعت مشادات حادة بين طلاب "الإخوان" والمشاركين في مسيرة "ائتلاف الثورة" التي تضم حركات طلابية منها "مقاومة، و6 أبريل، والتيار الشعبى، والاشتراكيين الثوريين"، وذلك بعدما رفع أحد طلاب "الإخوان" "شارة رابعة" أثناء الوقفة أمام مدرج 6، ما تسبب في حدوث المشادات، ورفض المتظاهرون وجود طلاب "الإخوان" بينهم.
وفي جامعة عين شمس، تظاهر طلاب القوى الثورية بكلية الهندسة، ظهر الأحد الأحد، تنديداً بحكم براءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ما وصفوه بـ"عودة للنظام القديم والانقلاب على ثورة 25 يناير". ودعا إلى الوقفة طلاب "6 أبريل، والاشتراكيون الثوريون، وجماعة "الإخوان"، ومصر القوية، وحركة مقاومة".
طافت المسيرة أرجاء الحرم الجامعي، وسط تكثيف أمني مشدد أمام الحرم الرئيسي للجامعة حيث دفعت الشرطة بمدرعات لمكافحة الشغب وسيارات أمن مركزى تحسباً لأي أعمال عنف أو شغب. وأعلن سيد على، مدير أمن جامعة عين شمس رفع حالة الطوارئ داخل الجامعة إلى الدرجة القصوى، حيث كثف الأمن الإداري من إجراءات التفتيش على البوابات، وتمشيط الحرم الجامعي من الداخل، إلى جانب انتشار عدد من أفراد الأمن الإداري على أسوار الجامعة، والتنسيق مع الشرطة المسئولة عن التأمين خارج الجامعة".
وفي جامعات الأقاليم، نظم طلاب "الإخوان" وقفات احتجاجية وتظاهرات، للتنديد بأحكام "قضية القرن"، كما شارك شباب الأحزاب في تظاهرات نظمت لذات الغرض بميادين المحافظات، وسط تشديدات أمنية مكثفة. ففي أسيوط، نظمت طالبات "الإخوان" في جامعة الأزهر وقفة اعتراضاً على أحكام البراءة، ورفعن لافتات "الإعدام، لا للبراءة، فين حق الشهيد"، كما رفعن "شارات رابعة" ورددن هتافات منددة بالأحكام وبالشرطة والجيش.
وفي الشرقية، وقعت اشتباكات عنيفة بين طلاب "الإخوان" وأفراد الأمن الإدارى بجامعة الزقازيق، عقب ضبط الأمن أحد طلاب "الإخوان" بحوزته مولوتوف، خلال مسيرة منددة ببراءة الرئيس الأسبق ومطالبة بالإفراج عن زملائهم المحبوسين، حيث اقتحم طلاب "الإخوان" مبنى الأمن الإدارى بجوار كلية التجارة، واستطاعوا تهريب زميلهم، فيما تدخلت قوات الشرطة للسيطرة على الموقف.
وفي الدقهلية، نظمت طالبات "الإخوان" في فرع جامعة الأزهر في "تفهنا الأشراف"، مظاهرة خرجت من أمام كلية التجارة احتجاجاً على أحكام البراءة، وطالبوا بالإفراج عن جميع المحبوسين من "الإخوان" وبراءة الرئيس المعزول محمد مرسى، على غرار حكم مبارك، وطافت المظاهرة كلية التجارة واتجهت إلى كلية الدراسات الإنسانية، واستخدمت الطالبات الدفوف ورددن هتافات ضد الجيش والشرطة، ثم توجهن لخارج أسوار الجامعة، فيما شددت مديرية أمن الدقهلية من الوجود الأمنى خارج الحرم.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان وفاة 2 وإصابة 15 آخرين، حصيلة أحداث ميدان عبدالمنعم رياض، مساء السبت، وقال بيان للوزارة إنه جرى تحويل 7 مصابين إلى مستشفي المنيرة العام، وخرجوا جميعاً عقب تلقي العلاج اللازم وتحسن حالتهم، فيما جرى تحويل ٥ حالات لمستشفى الهلال، خرج منهم ٤ مصابين لتحسن حالتهم، بينما لا يزال المصاب الخامس تحت العلاج.
وأضاف البيان أن "قصر العيني استقبل حالتي إصابة خرجا بعد العلاج، فيما استقبل قصر العينى الفرنساوي حالة إصابة ما زالت تحت العلاج"، مؤكداً أن الإصابات تراوحت بين اختناق من الغاز وجروح وكدمات وإصابات بـ"الخرطوش" وإصابة بطلق ناري. وأشار إلى أن حالتي الوفاة كانتا لشابين في التاسعة والعشرين، والرابعة والعشرين، من العمر، مصابين بطلقات نارية، وأنهما تحت تصرف النيابة العامة بمشرحتى مستشفي الهلال وقصر العيني.