تعليق الدِّراسة في 25 مدرسة والهلايل يرفضون التَّهدئة

أسوان – محمد العديسي شهدت منطقة الأحداث في السيل الريفي، شرق مدينة أسوان، هدوءًا حذرًا، مساء أمس، وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد، وذلك عقب زيارة رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، ووزيري؛ الداخلية، والتنمية المحلية، في الوقت الذي دفعت فيه الشرطة والقوات المُسلَّحة برجالهما، لمحاولة تأمين المنطقة.
من جانبهم، رفض أهالي بني هلال، "استقبال محافظ أسوان، اللواء مصطفى يسري، لاستقبال واجب العزاء، ومحاولة تهدئة الوضع"، مؤكدين أن "الجثث والموتى لم يتم دفنها".
واتجه المحافظ، إلى مكان الأحداث في منطقة السيل الريفي في الشعبية للنوبيين، وتشهد المنطقة حالة من إغلاق الشباب لمداخل ومخارج المناطق، سواء للنوبيين أو الهلايل.
وقرَّر محافظ أسوان، "تعليق الدراسة لمدة يومين في 25 مدرسة، ومعهد أزهري، تقع في محيط الأحداث والمناوشات بين القبيلتين، ومنهم 9 مدارس ابتدائية، و11 مدرسة إعدادية، و3 مدرسة ثانوي وفني، بالإضافة إلى معهدين أزهريين"، مشيرًا إلى أن "ذلك يأتي كإجراء احترازي للحفاظ على أرواح وسلامة الطلاب والعاملين في هذه المدارس والمعاهد، بجانب منع حدوث أية مناوشات أو احتكاكات بين الطرفين مرة أخرى".
من جانبه، قرَّر رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، "تشكيل لجنة تقصى حقائق عاجلة للوقوف علي أسباب الفتنة، التي اندلعت بين قبيلتي الدابودية من النوبيين، وبني هلال من أسوان، منذ الجمعة الماضية، والتي راح ضحيتها 23 قتيلًا، وإصابة 32 مواطن آخر، بالإضافة إلى حصر التلفيات من الجانبين، لمحاسبة الجناة والمتسببين في إشعال تلك الفتنة، وذلك لإعادة الحقوق لأصحابها.
جاء ذلك خلال الزيارة السريعة التي عقدها رئيس الوزراء، مساء أمس السبت، والتقى فيها بقيادات القبيلتين كلٍّ على حدا، كما التقى محلب بعواقل وأجاويد القبائل العربية، في ديوان عام محافظة أسوان، في حضور وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، ووزير التنمية المحلية، اللواء عادل لبيب، ومحافظ أسوان، اللواء مصطفى يسري.
واتجه محلب والوفد الوزاري، إلى زيارة منطقة السيل الريفي، التي شهدت الأحداث الدامية، وذلك للاطمئنان على الانتشار الأمني، سواء من تشكيلات القوات الشرطية أو القوات المُسلَّحة، وعلى هامش زيارته لمحافظة أسوان، أشار رئيس الوزراء، إلى أن "تحركه الفوري إلى أسوان، ومعه وزيري الداخلية والتنمية المحلية، جاء لإخماد نار الفتنة، وحقن الدماء، بعد استدراج الشباب من القبيلتين لهذا المخطط الخبيث، واسترجاع الود والتكاتف والتعاون بين قبائل وفئات المجتمع، لتعود أسوان واحة الأمن والأمان كما كانت"، لافتًا إلى أن "أهل أسوان يتسمون بالأخلاق الرفيعة وبشاشة الوجوه، وحسن التعامل، وتحدي الصعاب؛ لأنهم مثل جبال الجرانيت، التي يمتاز بها هذا الإقليم، الذي يعتبر مصدر النماء لمصر كلها، وإحدى المقاصد السياحية المهمة علي خريطة السياحة الدولية".
وطالب محمد منصور أحمد، من باب الجعافرة والقبائل العربية، الحكومة، بـ"ضرورة فرض السيطرة الأمنية من خلال مواجهة أوكار المُخدَّرات وتجارة السلاح، مع العمل على تفريغ مدن وقرى المحافظة من أنواع الأسلحة كافة التي بحوزة بعض العائلات لبسط الأمن والاستقرار والسلام المجتمعي".
وشدَّد منصور، على "أهمية الدعم الحكومي لجهود التنمية الحقيقية على أرض المحافظة، من خلال إزالة العشوائيات، والقضاء على البطالة سواء بطرح الأراضي على الشباب لزراعتها، أو بضخ المزيد من الاستثمارات لتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء المحافظة".