جامعات بريطانيا

عاني الجامعات البريطانية من أزمة غير مسبوقة بالنسبة لقطاع التعليم العالي في المملكة المتحدة، حيث يتهدد غياب الطلبة الأجانب عن قاعات الدراسة مصير عشرات المؤسسات التعليمية في ظل التدابير الاحترازية لاحتواء تفشي فيروس كورونا حول العالم.

وحسب صحيفة «الصنداي تايمز» فإن الفيروس ضرب الجامعات البريطانية في مقتل، مشيرة إلى القلق المتزايد في صفوف المشرفين على القطاع من تأثير فقدان جامعات المملكة المتحدة لحصتها من سوق الطلبة الوافدين والتي كانت تمثال العماد المالي لكثير منها.

ووفقاً للصحيفة فإن القلق يسود أجواء كافة الجامعات من الأكثر شهرة مثل أكسفورد وحتى المؤسسات ذات التصنيف المنخفض.

ومنذ نهاية مارس الماضي، غادر آلاف الطلبة الأجانب بريطانيا نحو بلدانهم، فيما تؤكد الصحيفة أن قيود السفر لن تسمح لأكثر من 10% منهم من العودة مجدداً إلى الدراسة في الفصل الدراسي الجديد.ويشير تقرير لمجلة «ذي إيكونوميست» إلى أن الرسوم التي يدفعها الطلاب من جنسيات معينة، صينية أو هندية أو أمريكية، تمثل على الأقل خمس عائدات الجامعات، موضحة أن الطالب البريطاني في جامعة أكسفورد يدفع 9250 جنيهاً استرلينياً، بينما يتوجب على نظيره الصيني في نفس القسم دفع 27,285 جنيهاً استرلينياً.

وتوضح المجلة أن رسوم التسجيل تمثل نصف عائدات الجامعات، إذ لا تخصص الدولة أكثر من 25% لدعم هذه المؤسسات.وتلفت إلى أن أحد وجوه الأزمة تجلى مؤخراً، إذ وقع 330 ألف طالب على عريضة تطالب باسترجاع جزئي لرسوم التسجيل، بسبب عدم رضاهم عن آلية التعليم عن بعد التي لجأت إليها الجامعات خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وتضيف الأزمة أعباء هائلة على مؤسسات التعليم البريطاني العالي البالغ عددها 165 مؤسسة، حيث يهدد تراكم الديون مصير 12 منها دخلت مرحلة الخطر حسب «ذا إيكونوميست».وتشير مجلة «كورييه إنترناسيونال» الفرنسية، في تقرير حول الموضوع، إلى أن الحكومة البريطانية رفضت طلب مساعدة تقدمت به جامعات المملكة المتحدة بقيمة 2.2 مليار جنيه استرليني، فيما ضخت في المقابل 100 مليون جنيه في قطاع البحث العلمي مؤخرًا، وترى الصحيفة أن الحكومات المحافظة ربما ترى في الوضع الحالي فرصة لإعادة هيكلة القطاع ودمج الكثير من مؤسساته.

قد يهمك أيضًا:

بحث جديد يكشف عن خريجي الجامعات البريطانية الأعلى والأقل دخلًا

توقعات أن تشهد مصروفات الجامعات البريطانية انخفاضا