صحيفة "واشنطن بوست"

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على شركة أدوية أخفت البيانات التي تبين أن أحد أدوية التهاب المفاصل لديها يمكن أن تخفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وحافظت الشركة على نتائجها في ملفات مغلقة لأكثر من ثلاث سنوات لأنها كما تدعي "لم تصدق أن الأدلة قوية بما يكفي".

ووجد الرابط بين مرض الزهايمر والحقن التى تستخدم أصلاً لعلاج التهاب المفاصل عند تحليل التأمين الطبي في مئات الآلاف من الناس في الولايات المتحدة، ولكن يبدو أن الأشخاص الذين يتعاطون الحقن التي تستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، أقل عرضة بنسبة 64% للإصابة بانهيار الذاكرة.

لكن بعد سنوات من النقاش، قررت الشركة عدم الكشف عما عثرت عليه، وفقًا لوثيقة شاهدتها صحيفة "واشنطن بوست"، حيث يشك الخبراء في أسباب عدم مشاركة الشركة في بياناتها "القوية" في الوقت الذي يتعمق فيه العلماء في البحث عن علاج لمرض الزهايمر.

أقرأ أيضًا:

موجة انتقادات ضد "واشنطن بوست" بعد نشرها مقالًا لقائد حوثي

واقترح أحدهم بعض الأسباب منها:
البحث عن المالالرغبة في عدم السماح للآخرين بالاستفادة السبب وراء هذا القرار لأن براءة اختراع الحقن قد انتهت تقريبًا، حيث أبلغت الشركة صحيفة "ديلى ميل" أون لاين أن هذا الادعاء غير صحيح وقرارها بعدم نشره كان "أولاً وقبل كل شيء على الأساس المنطقي العلمي".

وبحسب ما ورد حث الباحثون الذين يعملون داخل الشركة التي تبلغ قيمتها 235 مليار دولار (184 مليار جنيه إسترليني) رؤساء الشركات على بدء تجربة سريرية للتعمق في ما وجدوه في عام 2015.

 وكان من الممكن أن يشمل ذلك ما بين 3000 و4000 شخص، استغرق الأمر أربع سنوات وكلف الشركة 80 مليون دولار (63 مليون جنيه إسترليني)، حسب تقديراتها، إلا أنه بعد مناقشات داخلية، قررت الشركة التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها في عام 2018 عدم المضي قدمًا في تجربة، وعدم إخبار مجتمع البحث بما وجدته.
في معرض دفاعها عن قرارها بعدم إجراء المزيد من البحث، قالت الشركة إنها تعتقد أن فرص النجاح في تجربة سريرية منخفضة، حيث أوضحت أن النتائج التي توصلت إليها من تحليل مطالبات التأمين، والتي شملت مئات الآلاف من الناس، لم تف بالمعايير العلمية "الصارمة".

وقال البروفيسور "روب هوارد"، خبير الطب النفسي في الشيخوخة بجامعة لندن كوليدج، لـMailOnline: "أجد أن قرار الشركة يصعب فهمه حقًا".

وأضاف: "لكي نكون منصفين لشركات الأدوية، فإنهم ليسوا منظمات خيرية وعلينا أن نفهم أنهم كيانات تجارية تقع مسئولياتها الأولى على مساهميها، لكن بدونهم لن يكون لدينا أدوية جديدة، وأعتقد أن لديهم مسئولية أكبر تجاه العلوم".

لكن أحد الباحثين، وهو البروفيسور كلايف هولمز من جامعة ساوثهامبتون، أشار إلى أن قوى السوق كانت وراء قرار الشركة بإبقاء اكتشافهم مخفيًا.

جدير بالذكر أن براءة الاختراع التي تبلغ مدتها 20 عامًا على الحقن  نفذت في عام 2018، ويمكن الآن للمصنعين الآخرين إنتاج أشكال عامة أرخص من الدواء، ولا تستطيع الشركة الحصول على براءة اختراع جديدة لعلاج الزهايمر، لكان قد تم تقاسم الأرباح بين شركات الأدوية حول العالم، حيث قالت مؤسسة أبحاث الزهايمر البريطانية الخيرية إنه يتعين على شركات الأدوية أن تجعل النتائج "متاحة على نطاق واسع قدر الإمكان" كجزء من دورها في تطوير علاجات جديدة.

وقد يهمك أيضًا:

شركة أميركية تعرض صُحفًا للبيع أبرزها المؤيدة لترامب "ناشنوال انكواير"

طالب أميركي يتّهم صحيفة "واشنطن بوست" بالتشهير به