الإفراج عن علاء وجمال مبارك

اتفقت الأحزاب السياسية المصرية، في استنكارها توقيت الإفراج عن نجلي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك جمال وعلاء، رابطين بين حالة الغضب، جراء قرار الإفراج، والذكرى الرابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، التي تحل الأحد، متوقعين أن يكون القرار "حصان طروادة"، لأندساس "الإخوان"، وتخريب الذكرى.وحذّر رئيس المجلس الاستشاري لحزب "التجمع" رفعت السعيد، في تصريح لـ"مصر اليوم"، المسؤولين، من "محاولات استغلال جماعة الإخوان براءة نجلي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علاء وجمال، لتكون حصان طروادة في الاندساس، وتخريب الاحتفال بذكرى يناير".

وأكّد أنَّ "تزامن البراءة مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، يحتاج لحكمة شديدة في تعامل وزارة الداخلية مع الغاضبين من القرار".

وألمح السعيد إلى أنَّ "إخلاء سبيل جمال وعلاء مبارك لن يقدم ولا يؤخر شيئًا في الحياة السياسية"، معتبرًا أنَّ "الأمر انتهى بالنسبة لهم بقيام ثورة ضدهم، وخروج مبارك من سدة الحكم، بالتالي لم يعد ما يخيف في خروجهم من السجن".

وشدّد على "ضرورة احترام أحكام القضاء والقانون"، منبهًا إلى أنَّ "خروجهم موقت على ذمة قضايا القصور الرئاسية، ولا براءة نهائية".

وطالب رئيس المجلس الاستشاري لحزب "التجمع"، وزارة الداخلية، بـ"وضع خطة قوية لتأمين ذكرى يناير، حال خروج بعض الحركات الشبابية والأحزاب للاحتفال، وإفساد أية محاولة لتشويه ثورة الشباب المجيدة".

ومن جانبه، اعتبر عضو تحالف "25-30" أحمد دراج، قرار الإفراج عن نجلي مبارك، قبل ساعات من الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، "خاطئًا جدًا"، محذّرًا من "استغلال جماعة الإخوان المسلمين للموقف، وإثارة الشباب للتظاهر والاحتجاج على القرار".

وأضاف دراج، في تصريحات خاصة لــ"مصر اليوم"، أنَّ "إخلاء سبيل مبارك ونجليه نقطة سوداء في كتاب ثورة يناير"، مشيرًا إلى أنَّ "الثورة خرجت رافضة الفساد السياسي، وسوء معاملة وزارة الداخلية للمواطنين"، مطالبًا بمحاكمتهم مرة أخرى على قضايا سرقة القطاع العام ونهب الأراضي.

وبدوره، رأى منسق "تيار الاستقلال"، ورئيس حزب "السلام الديمقراطي"، أحمد الفضالي، في تصريح لـ"مصر اليوم"، أنَّ "القرار، على الرغم من أنه جاء في وقت قاتل بالنسبة للشباب مع قرب ذكرى يناير، إلا أنه يجب احترام المؤسسات المطبقة للقانون"، مشيرًا إلى "ضرورة عدم التدخل في أي حكم للحفاظ على استقلال القضاء المصري".

وأكّد الفضالي أنَّ "المحكمة أصدرت قرارها وفقًا للمعايير والأدلة المقدمة إليها"، مشيرًا إلى أنَّ "القضاء في مصر مستقل وغير مسيس".

ونبه إلى "ضرورة عدم انجراف الشباب وراء دعوات الاحتجاج في ذكرى يناير"، لافتًا إلى أنَّ "جماعة الإخوان تحاول الحشد، بالطرق كافة، واستغلال غضب الشباب وأهالي شهداء الثورة في زعزعة الأمن".

وأشار منسق تيار الاستقلال إلى أنَّ "الدولة الآن أصبح لديها رئيس يحمل مصر فوق كتفيه، ويعمل على بناء مستقبل البلاد، ولا مجال للاهتمام بمبارك، لأنه لم يعد لديه قدرة على ممارسة الحياة السياسية أو العملية".

إلى ذلك، أكّد رئيس حزب "مستقبل مصر" محمد بدران، في تصريح مماثل، أنَّ "إخلاء سبيل نجلي مبارك لن يؤثر على قرار الحزب بعدم التظاهر"، مشدّدًا على أنَّ "الحزب ثابت على موقفه من عدم النزول إلى الشارع لتنظيم أية فعاليات للاحتفال بذكرى الثورة، لتفويت الفرصة على الإخوان من استغلال أي تجمعات شبابية في عمليات التخريب والعنف".

وأبرز بدران، أنَّ إخلاء سبيل علاء وجمال مبارك، يعتبر استمرارًا لسلسلة المحاكمات التي بدأت بطريقة خاطئة من البداية، لمبارك ونجليه ورموز نظامه، وتقديم اتّهامات دون أدلة كافية، مؤكدًا أنَّ "القضاء المصري نزيه وعادل".

يذكر أنَّ محكمة جنايات القاهرة، أخلت، الخميس، سبيل علاء مبارك، وشقيقه جمال، نجلي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بضمان محل إقامتهما، على ذمة إعادة محاكمتهما في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"القصور الرئاسية"، المتهمين فيها بالاستيلاء على 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية.